" إنني إذ أتولى المسؤولية بعد الراحل العزيز (الملك فهد بن عبدالعزيز) وأشعر أن الحمل ثقيل وأن الأمانة عظيمة، أستمد العون من الله عز وجل وأسأل الله سبحانه أن يمنحني القوة على مواصلة السير على النهج الذي سنه مؤسس المملكة العربية السعودية العظيمة جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود- طيب الله ثراه- واتبعه من بعده أبناؤه الكرام رحمهم الله وأعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً والاسلام منهجاً وأن يكون شغل الشاغلي إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة..". بهذه الكلمات الضافية المسؤولة بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- عهده الميمون بعد أن بايعه الشعب السعودي ملكاً وقائداً للمملكة العربية السعودية في يوم تاريخي هو الثامن والعشرين من شهر جمادى الآخرة 1426ه (الثالث من أغسطس 2005م) وذلك خلفاً للملك فهد بن عبدالعزيز الذي وافته المنية في السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة 1426ه (الأول من أغسطس 2005م). كما بايع الشعب السعودي في الوقت نفسه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولياً للعهد لتستمر مسيرة الخير وليبدأ عهد ميمون جديد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- يكون امتداداً للعهد الذي شهد العديد من الإنجازات منذ أن كان ولياً للعهد أيده الله فالواقع أن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- قد بدأ منذ أن كان ولياً للعهد وتحققت على يديه العديد من المنجزات على المستوى الداخلي والخارجي واستطاع أيده الله أن يتخذ العديد من القرارات والمواقف التي شهدت بحكمته وحنكته وحرصه على خدمة دينه وشعبه وأمته. لقد أعطى خادم الحرمين الشريفين- أيده الله- اهتمامه الكبير للقضايا والأوضاع الداخلية وشهدت المملكة بتوجيهاته ورعايته إنجاز العديد من المشروعات التنموية والحضارية، كذلك اهتم- أيده الله- بشكل كبير بالقضايا العربية والإسلاميه وله مواقف وتوجيهات رائدة فيما يتعلق بالتضامن ووحدة الصف العربي والإسلامي كما أن له- رعاه الله- العديد من المشاركات والمبادرات على الصعيد الدولي وتحمّل مسئوليات جساماً في فترة ولايته للعهد حيث شارك في مختلف الفعاليات السياسية الرسمية العالمية والعربية والإقليمية، وقاد توجهات إصلاح البيت العربي. ومثل المليك المفدى خط الاعتدال والصراحة والوضوح، وعززت مهارته في القيادة وحنكته وخبرته بالأحداث دور المملكة العربية السعودية في العالم. مسؤولياته في خدمه الدين والوطن *في عهد صاحب الجلالة الملك سعود صدر الأمر الملكي رقم 45 وتاريخ 10-9-1383ه-1963م بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، أميراً للحرس الوطني، بتوقيع سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز، رئيس مجلس الوزراء باسم جلالة الملك.. *في بداية عهد صاحب الجلالة الملك فيصل كان رابع خمسة يشكلون الهيئة العليا المناط بها دراسة شؤون الدولة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، الخمسة هم: (الملك فيصل، الأمير مساعد بن عبدالرحمن، الأمير خالد، الأمير فهد، الأمير عبدالله، الأمير سلطان). *في عهد صاحب الجلالة الملك خالد، صدر الأمر الملكي رقم 53- أ وتاريخ 17-3-1395ه (1975م) بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رئيساً للحرس الوطني ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، بتوقيع جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز. *في 21-8-1402ه الموافق 13-6-1982م، بويع الأمير فهد بن عبدالعزيز ملكاً على المملكة العربية السعودية، والأمير عبدالله بن عبدالعزيز،ولياً للعهد، وبايعهما أفراد الأسرة المالكة والعلماء ووجهاء البلاد وعامة الشعب السعودي... *في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز صدر الأمر الملكي بتاريخ 21-8-1402ه الموافق 13-6-1982م بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني، بالاضافة إلى ولاية العهد. *أوكل الملك فهد بن عبدالعزيز إلى ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، القيام بأعمال الدولة ابتداءً من 8-8-1416ه ليتمتع الراحة والنقاهة بعد عارض صحي ألم به، وذلك في خطاب تاريخي وجهه إلى سموه. *قام سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، بإدارة شؤون الدولة داخلياً وخارجياً، وتحمل مسؤولياته في قيادة البلاد في ظروف سياسية دولية وإقليمية دقيقة، على إثر الوضع الصحي لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بالتشاور معه وأخذ توجيهاته (1420ه- 1426ه- 2000. 2005م). *تولى سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، بالاضافة إلى مسؤولياته، المهام التالية: 1- رئيس مجلس العائلة. 2- رئيس نادي الفروسية (1965م). 3- رئيس اللجنة العليا لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. 4- رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى الصادر بالمرسوم الملكي في 17-5-1420ه. 5- رئيس الهيئة العامة للاستثمار. 6- رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين. 7- نائب رئيس مجلس الخدمة المدنية. 8- نائب رئيس المجلس الأعلى لشؤون البترول والمعادن الصادر بالأمر الملكي في 27-9-1420ه. 9- رئيس مؤسسة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للاسكان التنموي. 10- الرئيس الأعلى لمجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض. 11- الرئيس الأعلى لمجلس إدارة مؤسسة الملك عبدالعزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالمغرب. الملك عبدالله الشخصية الأولى وخلال العام الأول من البيعة المباركة شهدت المملكة العديد من الإنجازات الحضارية على المستوى السياسي والاقتصادي والإجتماعي والثقافي وغيرها من المجالات. ففي يناير عام 2006م اختير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يحفظه الله- الشخصية الخليجية الأولى لعام 2005م وفق الاستطلاع الذي أجرته صحيفة البيان الإماراتية تقديراً لإنجازاته على الصعيد المحلي ومبادراته المتعددة على الصعيد السياسي. وخلال العام الأول من البيعة نجد أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز تفوق عربياً وبحنكته وحكمته السياسية على الكثير من الأزمات وتعامل معها بعقلية تؤكد بعد نظره وحرصه على رأب الصدع وكان لحضوره المتميز ومواقفه المشرفة عربياً الأثر الكبير في حصوله على تقدير الجميع، كما أن شعوره المخلص بالانتماء إسلامياً ودعمه المستمر لقضايا المسلمين وحرصه على إيصال الخير لهم أكسبه محبة جميع المسلمين. مكة... بواكير العهد الجديد لقد استهل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- عهده الجديد من مكةالمكرمة قبلة المسلمين ومهوى أفئدة العالمين بالطواف بالبيت العتيق والدعاء إلى الله أن يعينه على تحمل المسؤولية ثم زيارة المسجد النبوي الشريف والتشرف بالسلام على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. الملك عبدالله والشأن الداخلي وإذا نظرنا إلى الصعيد المحلي نجد أن الفترة القصيرة الماضية،منذ بداية عام 2006م، قد حفلت بالعديد من القرارات الريادية التي كان هدفها خدمة المواطن وتسيير أموره، ويأتي في مقدمتها توسيع السوق الاقتصادية مما جعل الاقتصاد السعودي محل استقطاب دول العالم الكبرى، وهذا ظهر جلياً من زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله إلى الصين والهند وماليزيا وباكستان، والاستقبال الرسمي والشعبي الحافل الذي تلقاه خادم الحرمين الشريفين وما أعقبه من توقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية هدفها خدمة الاقتصاد السعودي وزيادة توسعه مما رفع من أهميته عالمياً، فأصبحت الرياض العاصمة ما إن تودع زعيماً إلا وتستقبل آخر وينتج عنها قرارات فاعلة لخدمة الاقتصاد وتعزيز مكانة المملكة عالمياً. ولم يتوقف اهتمام خادم الحرمين الشريفين على الشأن الاقتصادي وتأكيد مكانة المملكة خليجياً وعربياً وعالمياً.. بل رأينا خلال العام الأول من البيعة قرارات على المستوى الاجتماعي هدفها تحسين الخدمات الاجتماعية لمختلف الفئات وتطوير أداء هذه الفئات بما يكفل لهم حياة كريمة حتى إن آخر مبادراته الخيّرة- حفظه الله- جاءت لذوي الدخل المحدود من خلال صندوق استثمار أموالهم وضمان رأس المال لهم.. وتستمر القرارات الحيوية لخدمة المواطنين والمقيمين فيأتي قرار تخفيض أسعار المحروقات ليكون إضافة إلى قرارات سابقة تجعل أبناء الشعب يرفعون أيديهم إلى السماء داعين بأن يحفظ الله خادم الحرمين ويجعله منارة دائمة لشعبه. وخادم الحرمين الشريفين هو الإنسان الذي يبذل كل غال ونفيس من أجل خدمة الناس ويستثمر جل وقته في حل مشاكلهم ومساعدتهم وجلب الخير لهم وهو الذي سخر حياته لخدمة وطنه ومواطنيه وأمته وبذلك ظلت حياته حافلة بالعطاء والإنجاز والشموخ وشهدت النجاحات الباهرة الواحدة تلو الأخرى في شتى المجالات. الملك عبدالله ورفاهية المواطن تعد رفاهية المواطن وبناء الإنسان السعودي مطلباً ملحاً وهاجساً دائماً في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. واتساقاً مع هذا المطلب الوطني والقيادي جاءت جملة من القرارات الكريمة التي تصب في صالح الإنسان السعودي تدريباً وتأهيلاً ورفاهية وتنمية شاملة منها: - التوجه إلى ابتعاث مجموعة من الطلبة السعوديين إلى الدراسة والتدرب في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا ونيوزلندا. - زيادة إيرادات الدولة وارتفاع أسعار النفط وتخصيص قدر كبير للمشروعات الاقتصادية العملاقة. - تخصيص مبالغ طائلة لتشييد المساكن ودعم الصندوق العقاري والصناديق الاستثمارية السعودية المختلفة. - زيادة رواتب العاملين في الدولة (مدنيين وعسكريين) بنسبة 15% وهذه الزيادة الأولى منذ (25) عاماً. وتعد هذه القرارات التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- تدشيناً لمرحلة مباركة في سبيل البناء الداخلي، عناية بالمواطن، واهتماماً بالوطن وتلمساً لرقيه ورفاهيته ورغبة في بنائه وإدراكاً لأهمية التنمية المستدامة التي من أولوياتها بناء الإنسان تدريباً وتعليماً ورفاهية. إن هذه القرارات تشكل بداية حقيقية لوطن دائماً ما يسعى إلى البناء والإعمار، ولقيادةٍ جعلت إعداد مواطنيها أولوية مطلقة، إذ إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليس غريباً عن البرامج التنموية التي تنفذ، بل هو شريك وصانع لها ومعني بها منذ كان ولياً للعهد. مشروعات تنموية عملاقة وفي صورة من صور التلاحم بين قيادة المملكة وشعبها، وتأكيداً لروح المواطنة الحقة التي تسري في عروق الوطن، التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- بشعبه في عدد من مناطق المملكة خلال شهر جمادى الأول 1427ه وتفقد أحوال المواطنين، واطمأن -رعاه الله- على سير المشروعات التنموية فيها، وافتتح ووضع حجر الأساس لعدد من المشروعات الحيوية التي تخدم الوطن والمواطن. وقد أعرب خادم الحرمين الشريفين- أيده الله- عن شكره وتقديره للمشاعر الفياضة التي وجدها- حفظه الله- من إخوانه وأبنائه المواطنين خلال زياراته التفقدية لأحوالهم في المنطقة الشرقية ومنطقة حائل ومنطقة القصيم ومنطقة المدينةالمنورة، وقد جسدت المشروعات الصناعية والإنشائية والتعليمية الكبرى، التي تم تدشينها في هذه المناطق خلال الزيارات الملكية لها، الواقع المزدهر بحمد الله للاقتصاد السعودي ومدى التلاحم والتقارب بين أبناء الشعب السعودي وقيادته ومسئووليه. و عبرت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- خلال جولته في مناطق المملكة عن رؤية استراتيجية شاملة يمكن قراءة عناصرها على النحو التالي: - أن المملكة العربية السعودية هي دولة الإسلام ومن ثم فلا يمكن التساهل فيما يخص الشريعة الإسلامية التي جاءت بالعدل والتسامح. - أن اعتزاز المملكة بخدمة الحرمين الشريفين لا يعادله اعتزاز بأي إنجاز أو مجد آخر. - أن المملكة تحمل الخير لمواطنيها ولأشقائها ولأصدقائها وللبشرية جمعاء. - أن الدولة لا تفرق بين منطقة ومنطقة وبين مواطن ومواطن فكل ذرة من تراب الوطن غالية وكل مواطن عزيز. - أن اقتصاد المملكة يقوم على حسن استثمار ما حباها الله به من ثروات، وتعظيم المردود منها لما فيه خير الوطن والمواطن حاضرا ومستقبلا بإذن الله. - أن التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية جهد مشترك، على جميع مؤسسات المجتمع وأفراده المشاركة فيه والعمل من أجله. - وأن المملكة متوكلة على الله جل جلاله في كل أعمالها وفي سرائها وضرائها. وقد اعتبرت هذه الرؤية الاستراتيجية إطارا يحكم ويوجه جهد الدولة بمؤسساتها وأجهزتها وكذلك قطاعات المجتمع المختلفة لبلورة الأهداف ووضع الخطط المؤدية إلى تجسيدها واقعا معيشاً بإذن الله. عهد الازدهار والتنمية وإذا كانت مبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله- في مجال السياسة كثيرة، وحققت جهوده في هذا المجال نتائج طيبة... فإن لخادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله- مبادراته وجهوده في عالم الاقتصاد ونذكر هنا مبادرته في النقلة من عصر النفط إلى عصر الغاز، وهي مبادرة الغاز السعودي الجسورة والطموحة، التي قدر حجم استثمار ب (25) ميار دولار في البداية، وهذه مبادرة ليست مبادرة طاقة فحسب، بل هي مبادرة اقتصادية حقيقية، تستهدف جذب استثمارات أجنبية ضخمة في إطار الانفتاح على الخارج، وفي إطار الإصلاحات الاقتصادية التي تستهدف إيجاد فرص عمل جديدة للشباب السعودي، ومن ثم القضاء على البطالة. أما المبادرة الاقتصادية الأخرى التي جاءت على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- فهي الحصول علي الضوء الأخضر للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وكانت حنكة خادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله- في هذا الاتفاق المملكة هو استثناء مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة من شروط منظمة التجارة العالمية حتى أصبحت المملكة عضواً فاعلاً في منظمة التجارة العالمية. لقد حمل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يحفظه الله- على الدوام، آمال وهموم المواطن السعودي، خاصة في مجال التنمية والبطالة وعلاج الفقر، وسعى في ذلك سعياً حثيثاً لعلاج هذه المشكلة بزيادة الاستثمارات وتبني سياسة محاربة الفقر، وهو في كل ذلك كان قريباً من شعبه متبعاً لسياسة الباب المفتوح والتقاء الراعي بالرعية والشعب بقيادته، وفي كل مرة يزرو فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يحفظه الله- إحدى المدن، يحرص على أن يشارك أبناءه المواطنين مناسباتهم العلمية والشعبية والرياضية، ويقضي بينهم- رغم مشاغله وارتباطاته- أوقاتاً طويلة، يستمع إلى مطالبهم ويجيب عن أسئلتهم واستفساراتهم بصدر رحب وحكمة وروية بالغتين... وكلنا يتذكر لقاءات الملك عبدالله بالمواطنين عندما كان يفتتح مشروعات تنموية، وكلنا سمع ورأى هذه الاستقبالات الحافلة لشخصه الكريم، والفرحة التي كانت تعلو الوجوه عندما يشاركهم مجالسهم وطعامهم في أبوة حانية وترجمة واقعية لما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الشعب وولاة أمرهم، وتأكيداً على ما يكنه أبناء هذا الوطن لمليكهم من حب ومودة. كما نتذكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز زيارته المشهورة للمواطنين في عدد من الأحياء الفقيرة في العاصمة الرياض وإعلانه- يحفظه الله- عن توجه جاد لعلاج مشكلة الفقر في بلاده، كما سعى- يحفظه الله- إلى إطلاق الحوار الوطني الذي جمع أطياف المجتمع السعودي السياسية والمذهبية في لقاءات متعددة أقيمت لتحقيق أهداف هذا الحوار من خلال مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. ويأتي استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يحفظه الله- للعلماء والمشايخ وجموع المواطنين كل أسبوع في مجلسه، وكلماته لهم في كل مناسبة واستماعه إلى مطالبهم، والحديث الباسم معهم، وتلمس احتياجاتهم... كل ذلك يأتي تعبيراً عن السياسة الحكيمة التي يتبعها الملك عبدالله في قيادة البلاد، وتأكيداً للتلاحم والعطاء في هذا البلد المعطاء. الملك الإنسان لم يكن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلا رجلاً من عامة الشعب يعيش همومهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم فقد قال بنفسه "ما أنا إلا مواطن شريك في الهدف والمصير. ورؤية أهلي في كل مناطق المملكة مصدر سعادتي".. من هذا المنطلق كانت رؤيته في التعامل مع كافة قطاعات الشعب السعودي. وقد أكدت جولات الملك عبدالله في كافة أنحاء المملكة هذه الرؤية وجسدتها بشكل عميق.. فكثير من الجولات لم تكن فقط رسمية لافتتاح مشاريع تنموية أو غيرها بل كانت هناك الكثير من المشاركات الاجتماعية والجولات التفقدية للاطمئنان على الشعب وتفقد حاجياته عن قرب. بساطته لامست أفئدة الشعب وتميز الملك عبدالله بن عبدالعزيز ببساطته الشديدة التي جعلته يلامس كافة قطاعات الشعب دون تكلف فهو منهم كما قال.. وقد أظهرت العديد من الجولات التي قام به في أنحاء متفرقة من المملكة وخارجها هذه البساطة فهو يتجول في الأسواق ويأكل في المطاعم العامة وسط الناس دون حواجز ويصافح الجميع بحرارة أبوية... ومن تلك الجولات: الجولة التفقدية لعدد من المراكز التجارية في مدينة الرياض في رجب 1421ه وشملت مركز صحاري الرياض ومركز العقارية التجاري بالعليا ومركز الفيصلية التجاري بهدف الاطلاع على نواحي النهضة الاقتصادية والتجارية التي تزخر بها مدن المملكة وما أنعم الله به على بلادنا، وخلالها كان يقابَل من مرتادي تلك المراكز بالهتاف والتصفيق الحار ترحيبا به وكان يبادلهم التحية بمثلها، وكان يطرح الأسئلة على أصحاب المحلات التجارية عن الأسعار ومدى تناسبها لمرتادي المراكز التجارية. كما كان يقبّل الأطفال ويسأل عن أحوال المواطنين، كما توقف خلال الجولة عند منطقة المطاعم كأحد مرتاديها في بساطة متناهية. ومن تلك الملامح أن أوقف الملك موكبه الملكي في ربيع الآخر 1422ه ليستمع إلى شكوى تجار الخضر والفواكه في جدة ضد بعض الإدارات الحكومية حيث ترجل من سيارته واطلع على فحوى الشكوى، ووعدهم بحلها بنفسه.. وقد اطمأن التجار إلى أن الأمر أصبح في يد "عبدالله المواطن والمسؤول والأب الحاني". كما شهدت جولاته الخارجية جانبا من ملامح بساطته فقد كان يخرج كثيراً عن البروتوكولات المحددة للزيارات فقط ليكون قريبا من الناس فقد فاجأ في مرة، بعد انتهاء مباحثاته مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في ربيع الأول من العام 1402ه، رواد أحد المقاهي الواقعة على الطريق المؤدي إلى مزرعة الرئيس بوش في كراوفورد بزيارة غير مرتبة أشاعت جوا من الأنس والبهجة في أوساط رواد المقهى من الأمريكيين حيث تناول معهم القهوة وبعض المأكولات الخفيفة... كما كان يصافح المارة في الشوارع دون حواجز. الملك عبدالله وتحقيق الأمن والاستقرار ومن القضايا المهمة التي أولاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن بعدالعزيز- يحفظه الله- اهتمامه الكبير: قضية استتباب الأمن في البلاد، وتحقيق الاستقرار في المملكة، خاصة بعد أن تعرضت المملكة لعدد من العمليات الإرهابية والأعمال الإجرامية على يد الفئة الضالة، حيث يؤكد خادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله- في كل مناسبة إصراره على القضاء على الإرهاب واجتثاث جذوره من المملكة، هذا البلد الآمن بدينه وعقيدته وتطبيق ولاة الأمر لشرع الله الحكيم، وكذلك حرص الملك المفدى الدائم على أن الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية من أهم المرتكزات التي يجب أن يقوم عليها البناء الأمني للمملكة العربية السعودية. ووضعت المملكة يدها مع المجتمع الدولي لمحاربة ظاهرة الإرهاب التي تهدد الشعوب والدول وتعطل مسيرة التنمية والتطور في كل بلد. وفي إطار تصدي المملكة لظاهرة الإرهاب ومواجهة خطاب التطرف بخطاب الاعتدال والتسامح رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقائع افتتاح المؤتمر الدولي الذي نظمته المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الخارجية، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في مدينة الرياض خلال الفترة من 5-8 فيراير 2005م. وقد دعا الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يحفظه الله- في هذا المؤتمر إلى إقامة مركز دولي لمكافحة الإرهاب يكون العاملون فيه المختصصين في هذا المجال ويعمل المركز على تبادل وتمرير المعلومات بشكل فوري، يتفق مع سرعة الأحداث وتجنبها، بحول الله، قبل وقوعها.. رعايته للمتفوقين والمواهب وأولى الملك عبدالله الموهوبين والمتفوقين في شتى المجالات عناية فائقة، حيث أسس (مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين) التي تقوم بدور ريادي في رعاية واكتشاف الموهوبين من خلال دعمها لمراكز الكشف عنهم في مدارس البنين والبنات.. هذا غير رعايته لحفلات تخريج الطلاب من الجامعات والمعاهد العليا وتبنيه لكثير من المبادرات في المجالات التربوية والتعليمية.. وقد دأب الملك على تكريم العلماء والمتفوقين تشجيعا لهم وتقديرا لما قاموا به كل في مجال اختصاصه. وقد بعث الملك عبدالله برقية تهنئة جوابية للطالب فارس بن إبراهيم الخليفي بمناسبة حصوله على لقب أصغر مخترع سعودي من اتحاد جمعيات المخترعين في جنيف، وكذلك حصوله على الميدالية البرونزية من اللقاء الثالث للمخترعين الذي نظمته (مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين) حيث أعرب عن سعادته بما أنجزه الطالب الخليفي من اختراع هاتف لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وهو في سن مبكرة يعلن عن كفاءة علمية نادرة في المستقبل إن شاء الله. وقال الملك في برقيته: "وإني إذ أهنئ نفسي وكل مواطن سعودي بهذا الإنجاز، لأدعو الله العلي القدير أن يمن عليك بفضل علمه لتكون علماً في مجالك تفاخر بك بلادك لما فيه خدمة دينك ثم وطنك وأهلك وشعب بلادنا الكريم". الثقافة في عهد خادم الحرمين الشريفين في السادس عشر من شهر المحرم 1427ه (12-2-2006م) رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- فعاليات جنادية (21) وهو المهرجان الثقافي السنوي الذي كرس قيما ثقافية رائدة تمثلت في هذا الكم الكبير من النشاط المعوفي الذي يستمر على مدى خمسة عشر يوماً كل عام والرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين لفعاليات الجنادرية ممتدة على مدى سنوات الجنادرية منذ انطلاقتها الأولى عام 1405ه.. وهي رعاية تؤكد اهتمام المليك المفدى- أيده الله- بالثقافة والمؤسسات الثقافية ودعمه المستمر لها رعاه الله.. وبدعم ومتابعة واهتمام خاص من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- أيده الله- رأت النور منجزات ثقافية على امتداد المملكة العربية السعودية وتحولت لمنارات مضيئة وإشعاع معوفة لا ينطفئ.. هذه الشواهد الحضارية كانت صادرة عن رؤية ثقافية عميقة ومنهج فكري واضح، يرى في الثقافة حاجة أساسية للانسان لابد من تلبيتها بشتى السبل وبكل المجالات في إطار من الخصوصية الدينية والثقافية التي تنفرد بها المملكة العربية السعودية... ولم يكن المهرجان هو الفعل الثقافي الوحيد الذي حظي باهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان ولياً للعهد وخلال العام الأول من البيعة فرؤية خادم الحرمين الشريفين للثقافة شاملة تلحظ مختلف مكوناتها ولا تهمل أي جزء منها، من هنا تعددت المنجزات الثقافية التي تأسست بدعمه ورعايته ونجحت وتميزت بمتابعته- حفظه الله- وأصبحت هذه المؤسسات شواهد حضارية وثقافية في بلادنا ومن هذه المؤسسات: مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في قلب الرياض الذي يعد معلماً بارزاً وذكرى وفاء لمؤسس المملكة وبانيها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وكذلك مكتبة الملك فهد الوطنية التي تسهم في توثيق وحفظ النتاج الفكري السعودية وتقديم الخدمات المعلوماتية الحديثة، ومنها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض التي تحظى بدعم ورعاية خاصة من مؤسسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- ومن دلائل هذه الرعاية والاهتمام حرصه- أيده الله- على رئاسة اجتماع مجلس إدارة المكتبة الذي انعقد خلال هذا العام (......) وقد كان الدعم الملكي لمكتبة الملك عبدالعزيز العامه عاملاً رئيساً في تحولها من مكتبة تقليدية إلى دار فكرية حضارية، تولى الكتاب بكل مراحله اهتمامها الكبير إلى جانب فاعليتها الثقافية من خلال النشر والندوات والمحاضرات وخدمات الباحثين والقراء. ومن المؤسسات الثقافية مركز الحوار الوطني الذي قال عنه خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- إن إنشاء المركز هو إنجاز تاريخي يسهم في إيجاد قناة للتعبير المسؤول سيكون لها أثر فعال في محاربة التعب والغلو والتطرف ويوجد مناخاً نقياً تنطلق منه المواقف الحكيمة والآراء المستنيرة التي ترفض الإرهاب والفكر الإرهابي، ومن هذه المؤسسات الثقافية أيضاً مركز الملك فهد الثقافي ودارة الملك عبدالعزيز وغيرها من المؤسسات وكان إنشاء وزارة للثقافة من أكبر الدلائل على اهتمام الملك عبدالله بالثقافة والمؤسسات الثقافية. لقد عرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- أيده الله- ثقافته الواسعة واطلاعه العميق على جوانب العقيدة وتعلقه بالعلم والمعرفة وتعمقه في الفكر ودراسة التاريخ والاستفادة من عبره... وقد تجسد هذا الوعي الكبير والفهم العميق من خلال الانجازات الثقافية المتعددة التي ظهرت بتوجيه ودعم ورعاية منه- يحفظه الله- وتحولت لمنارات مضيئة في تاريخ المملكة تسهم مع جهود الآخرين في الرقي بالثقافة الانسانية وبناء الحضارة البشرية تأكيداً للدور العريق الذي حققه العرب في العصور السابقة حيث أضافوا للعلوم والثقافة والفكر إضاءات مهمة ومزجوا الحضارات القديمة وقدموها بقالب جديد ضمنوه أفكارهم ونظرياتهم، والأهم مبادئ الاسلام السمحة القائمة على العدل والمساواة والتسامح والتعاون، وهذا ما سعى ويسعى إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عبر كل الانجازات التي تحققت في مختلف مجالات الثقافة والمعرفة.. الملك عبدالله والسياسة الخارجية وعلى صعيد السياسة الخارجية برزت جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يحفظه الله- (منذ أن كان ولياً للعهد) على اتخاذ المواقف الايجابية التي تستهدف دعم السلام العالمي وبناء علاقات قوية مع الدول الصديقة، وقاد- أيده الله- الدبلوماسية السعودية باقتدار مشهود في أصعب الأوقات وتعقد العلاقات الدولية ووقوع الأحداث العالمية التي كانت لها تداعياتها الخظيرة على العالم العربي والإسلامي بوجه خاص. ويعطي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أهمية خاصة لدول الخليج العربي بحكم موقفها الاستراتيجي وأهميتها الاقتصادية والسياسة والأمنية وبحكم المصير الواحد لدول المنطقة. وقد حرصت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين أيده الله على الاضطلاع بدور فعال في إطار مجلس التعاون لدول العربية، وفي إطار التعاون الثنائي، وذلك بهدف تعزيز التعاون وتوحيد الجهود لحفظ الأمن والاستقرار وخدمة مصالح جميع الدول الأعضاء. كما تحرص المملكة في كل وقت على دعم التضامن الإسلامي والعربي وتعميق الروابط الأخوية القائمة بين الدول العربية في إطار الجامعة العربية ومؤتمرات القمة العربية وتقوية روابط التضامن الإسلامي بين الدول الإسلامية في إطار المؤتمرات الإسلامية. وكان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دور بارز في هذه المجالات حيث أسهمت جهوده- يحفظه الله- في إرساء دعائم العمل السياسي الخليجي والعربي والإسلامي وصياغة تصوراته والتخطيط لمستقبله. ومن أجل هذا زار خادم الحرمين الشريفين الدول العربية والإسلامية وحضر العديد من المؤتمرات ومثل بلاده في مؤتمرات القمم العربية والخليجية. وكانت هذه الزيارات بفضل الله ناجحة وانعكست نتائجها بشكل إيجابي على مسيرة التضامن العربي والإسلامي. ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أياد بيضاء ومواقف عربية وإسلامية نبيلة تجاه القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيث استمر على نهج والده الملك عبدالعزيز في دعم القضية سياسياً ومادياً ومعنوياً بالسعي الجاد والمتواصل لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وتبنى- يحفظه الله- قضية القدس ومناصرتها بكل الوسائل، وفي هذا الإطار قدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تصوراً للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ عرف باسم (مشروع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز) قدم لمؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002 وقد لاقت هذه المقترحات قبولاً عربياً ودولياً وتبنتها تلك القمة. لقد استطاع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- بحنكته ومهارته في القيادة، تعزيز دور المملكة في الشأن الاقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وصار للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وتأثير قوي في صناعة القرار العالمي، وشكلت عنصر دفع قوياً للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته، وحافظت المملكة، بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- يحفظه الله- على الثوابت واستمرت على نهج الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود- يرحمه الله- فوازنت بين نهضتها الحضارية وتطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية وبين علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة. وجاءت زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى العديد من الدول الصديقة والشقيقة ومنها الصين وماليزيا والهند وباكستان وتركيا وقيامه بأكثر من جولة عالمية... رافداً قوياً من روافد اتزان السياسة الخارجية للمملكة وحرصها على السلام والأمن الدوليين، وأجرى- حفظه الله- خلال هذه الزيارات المتكررة محادثات مطولة مع القادة والمسؤولين في هذه الدول وكانت بفضل الله زيارات ناجحة وحققت الكثير من النتائج الإيجابية، حيث تصدرت لقاءات خادم الحرمين الشريفين مع قادة الدول الصديقة قضايا الاقتصاد والتعاون التنموي وقضايا السلام والأمن الدوليين، وفتحت هذه الزيارات آفاقاً جديدة ورحبة من التعاون بين المملكة وكل الدول. وامتدت جهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يحفظه الله- على صعيد السياسة الخارجية إلى المشاركة وحضور المؤتمرات الدولية بالإضافة إلى المؤتمرات العربية والإقليمية للتنسيق مع أشقائه قادة الدول العربية في وضع الأسس الثابتة القوية لمجتمع دولي يسوده السلام والأمن والإخاء... وفي الوقت نفسه فإن المملكة العربية السعودية دولة حرص على زيارتها عدد من قادة ورؤساء الدول العربية والصديقة الذين التقوا بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجرى خلال هذه الزيارات واللقاءات تبادل وجهات النظر ومن ثم الخروج بقرارات ونتائج فاعلة كان لها الأثر الكبير في التوصل إلى كثير من الحلول لما يشغل الرأي العام من قضايا ومشكلات.