آخر تحديث للمقالة بتاريخ : 10 أكتوبر 2018 الساعة : 4:37 صباحًا “الأمير محمد بن سلمان ودرساً عالمياً في إدارة الأزمات” لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – أثبت للعالم أجمع بأننا أمام رجل سياسي من الطراز الرفيع, فعندما كان العالم يجتهد ليفسر عبارات الرئيس الأمريكي المغلوطة والغير اللائقة ظهر الرجل السياسي الأول وقطع جميع السبل على المتربصين وحتى على أكثر المتشائمين من الأصدقاء بِردّه العقلاني المميز الذي راعى فيه مصالح المملكة بكل إحترافية وإقتدار. كانت ردود الأمير محمد بن سلمان الواثقة والمقنعة مثل الصاعقة للسيد ترامب والموالين له من الأمريكان ( هناك الكثير من الشعب الأمريكي غير متقبل لقيادة ترامب للأمور السياسية) والتي يتضح يوما بعد آخر هَزلية وتخبّط هذا الرجل. عندما سمعت خطاب الرئيس الأمريكي الداخلي هذا, تذكرت محادثتي مع الطبيبة في عيادة الأطفال بالحي الذي كنا نقطن فيه بالولايات المتحدة في ذات اليوم الذي عين فيه ترامب رئيساً, عندما قالت حرفياً وهي غير مُصدّقة للخبر ( سوف يدخلنا في مشاكل مع العالم, إنه مجنون). . حديث الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – مع وكالة بلومبيرغ، أجاب على جميع الأسئلة المُقلقَة للبعض وَوضَع النقط فوق الحروف ولم يترك مجالاً للتأويل والتظليل بل كان يتكلم بكل شفافية وبصريح العبارة. هنا درساً جديدا للسياسة السعودية الخارجية والتي تتعامل بالندية والقوة والوضوح مع كافة دول العالم والتي يكون دائماً على رأس إهتماماتها الأمن القومي، والذي يعتبره قادة هذا البلد “خط أحمر” لا تقبل فيه المزايدة والمُساومه لكائناً من كان. . تَطرّق الأمير محمد بن سلمان لعددٍ من المواضيع المُهمّة جداً وبَيّن للسياسة الأمريكية الحالية ما حدث خلال فترة الرئيس الأمريكي الأسبق ” باراك أوباما” عندما حاول العمل ضد مصالح وأجندة المملكة العربية السعودية ومع ذلك كانت المملكة قادرة على حماية مصالحها وفشلت الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت فشلاً ذريعاً , وهذا بطبيعة الحال درس مُسبق لترامب وحلفاؤه لتغيير خُططهم وتجنّب “السعودية العظمى” والتفكير ملياً قبل التفوه أو الإقتراب من هذه الدولة المحمية بسواعد ابنائها الشرفاء والتي لا ترضخ ولا تتبع لأحد, بل لها سيادتها وسياستها المستقلّة والمعلنة. . في هذا اللقاء المميز ، الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – لم يكتفي فقط بالرد على التساؤلات حول كلمات الرئيس ترامب بل أعطى درساً في إدارة الأزمات بكل احترافية وأجاب على العديد من الأسئلة السياسية والاقتصادية والأمنية والداخلية كذلك والتي من وجهة نظري أشفت غليل كل مواطن سعودي محب لهذا الوطن بل وألجمت أفواه كل الخصوم والمندسين. . في النهاية: ستظل المملكلة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة وحرص شبابها المخلص حِصناً قوياً لكل من تُسول له نفسه المساس بأمن وإستقرار المملكة والمنطقة, كما أنها ستكون أكثر إنفتاحاً للعالم مع وجود الكثير من العلاقات الدولية المميزة مع القوى الكبرى في العالم. . لعلي اقتبس ابيات شعر للأمير عبد الرحمن بن مساعد في سمو ولي العهد بهذه المناسبة: . ترنوا إليك جموعُ الناس مصغيةً والخصم ينصتُ والأقوامُ والدُّوَلُ . يهدي حديثُكَ كُلَّ الشعبِ طمأنةً أما العدوُّ فقدْ أودى بهِ الوجَلُ . أ. محمد الزمانان “اصحيفة المشهد الإخبارية”