حديث الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس في البنتاغون، تجاوز في عمقه مجرّد معاني الكلمات ومدلولاتها اللفظية، ليُشخِّص بعين فاحصة وبكل ثقة (الحالة) التي تمر بها المنطقة، والتحديات الخطيرة التي تواجهها المملكة وتهدد العالم بأسره؟!. يوماً بعد آخر يبُهر سموه (العالم) بذكائه وحنكته وسياسته، ليس لكونه يمثل (سعودية المُستقبل) بكل طموح وآمال شبابها، بل لقدرته الكبيرة والفائقة على الشفافية والصراحة والإقناع عند طرح الأفكار والرؤى بشكل مُباشر ومُبسط، وهي صفة نادرة عند السياسيين، استمدها سموه بكل تأكيد من حكمة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لكل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن والأمة العربية والإسلامية التي تعلق آمالاً كبيرة على المملكة ودورها الفاعل والنشط (شرقاً وغرباً). قالها الأمير صراحةً: «نحن في السعودية في الخط الأمامي لمُجابهة هذه التحديات» ويعني هنا - بوضوح - التحديات التي تقوم بها المنظمات الإرهابية، أو تلك الناتجة عن تصرفات النظام الإيراني المربكة للعالم والداعمة للمُنظمات الإرهابية، لافتاً إلى أن «أي منظمة إرهابية في العالم هدفها في التجنيد، وهدفها في الترويج للتطرف، يبدأ أولاً في السعودية التي هي قبلة المسلمين، إذا تمكنوا من السعودية تمكنوا من العالم الإسلامي، ولذلك نحن الهدف الأول، ولذلك نحن أكثر من نعاني، ولذلك نحتاج العمل مع حلفائنا وأهمهم الولاياتالمتحدةالأمريكية قائدة العالم» هذه الصراحة والشفافية أعقبها سموه بالثقة في العلاقات السعودية الأمريكية القادرة على تجاوز ومواجهة كل هذا الخطر عندما قال: «اليوم نحن متفائلون للغاية بقيادة الرئيس ترامب ونعتقد أن التحديات ستكون سهلة بقيادته» مع تأكيده على نجاح العلاقات السعودية الأمريكية في تجاوز كل التحديات سابقاً. اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية وتناقلها لأحداث ونتائج زيارة سموه الناجحة، ولقاؤه بالرئيس ترامب وأركان الإدارة الأمريكية وما رافق ذلك من حفاوة وترحاب، يؤكد جلياً المكانة الرفيعة التي تحظى بها المملكة وقادتها على خارطة السياسة الأمريكية التي تجاوزت مجرد المصالح الاقتصادية، لتكشف الدور السعودي الكبير والبارز في محاربة الإرهاب وضمان الاستقرار العالمي، وهو ما يتطلب اصطفاف الأشقاء والأصدقاء في المنطقة خلف القيادة السعودية لضمان كل مافيه خير الجميع. وعلى دروب الخير نلتقي.