آخر تحديث للمقالة بتاريخ : 22 سبتمبر 2018 الساعة : 2:18 مساءً اليوم الوطني : وقفة للاحتفال والوفاء والتأمل إن الصورة الزاهية لليوم الوطني السعودي تظهر جلية عندما نعود بالذاكرة إلى مرحلة ما قبل توحيد المملكة . فرق شاسع بين ما نعيشه اليوم وبين ما كان يعانيه الأجداد . إن الاحتفال باليوم الوطني يأتي من باب الوفاء والتقدير لمن وقفوا خلف هذا الانجاز الحضاري الكبير , وعلينا أن نستشعر المسؤولية لمواصلة البناء والتشييد . إن هذه الذكرى المجيدة يجب أن تكون فرصة لانطلاقة جديدة نحو غد أفضل . . حب الوطن شعور فطري والتعبير عنه مهارة مكتسبة . ليس شرطا أن يكون الإفصاح عن حب الوطن بالعبارات أو الكلمات أو القصائد . يمكن التعبير عن حب الوطن بتقديم مصلحته على مصالحنا الخاصة والمحافظة على بيئته ومنشئاته العامة والالتزام بأنظمته وقوانينه . نعشق أوطاننا بالعمل الدؤوب والجهود المتواصلة وإتقان المهام والكفاءة في الأداء والجودة في الإنتاج . . إن مفهوم الوطنية يدعو إلى التعلق الشديد بالوطن بكل مافيه من تنوعات اجتماعية وثقافية وإقليمية ضمن الحدود الجغرافية للوطن . الوطنية تدمج دوائر الانتماء الصغيرة في دائرة الوطن الكبرى , وتؤكد مفهوم الدولة الحديثة والمجتمع بمختلف مؤسساته . . المواطن الحقيقي هو الذي يبدأ بإصلاح نفسه ومن حوله ليخدم مجتمعة ويفيد وطنه ويسعد أمته . المواطن الذي يتعلق بالشعارات القومية أو الأممية مهملا ذاته وأسرته ووطنه سوف يجلب المتاعب لنفسه ولغيره , ولن يصلح “الأمة” أو العالم , فضلا عن إخلاله بالتزاماته الوطنية وواجباته الدينية والأسرية . . المواطنة الحقيقية لرجال الأعمال والشركات والمؤسسات تقاس بالمشاركة في التنمية المستدامة , وتحديد أولويات الاستثمار في المجتمع , ومدى المحافظة على حقوق الإنسان وصحة المستهلك وسلامة البيئة , والمشاركة في مشاريع خدمة المجتمع . لقد أصبح أداء الشركات ل “المسئولية الاجتماعية” عنوانا لوطنيتها الصادقة . . إن أكثر الناس إحساسا بقيمة الوطن ليس المواطنون الذين يعيشون بسلام في أوطانهم وينهلون من خيراتها بل أولئك المهجرون الذين فقدوا أوطانهم أو الغائبون الذين اضطروا للرحيل عنها لسبب أو لآخر . الغربة توقد حب الوطن المخبوء في أفئدة أبنائه . إن النشيد الوطني – على سبيل المثال – عندما يردد في المحافل الدولية خارج البلاد يصبح له وقع خاص في نفوس أبناء الوطن المغتربين تخفق له بالوجد قلوبهم وتذرف له الدمع عيونهم . . تعميق الشعور بالانتماء الوطني من أهم مسؤوليات التربية والتعليم فمرحلة الطفولة من المراحل المناسبة لغرس المفاهيم والمعارف والقيم المتعلقة بالوطن . و بعد ذلك ينبغي أن تقوم المنظومة التعليمية بدورها في حماية عقول المراهقين وتحصينها ضد كل فكر أو تيار يريد تطويع تلك الأدمغة ضد مصلحة الوطن . . أ. محمد منصور آل فاضل “المشهد السعودي”