افتتح سوق بئر عسكر الشعبي مؤخراً، انطلاقته الأولى بالعديد من البضائع والسلع التي تنوعت بين المواشي والتمور والخضروات والأعلاف والعسل والسمن والطيور والسجاد وغيرها، بحضور جماهيري كبير، استطاع أن ينهي فترة السوق بقيمة شرائية جيدة، مما يتيح استمرارية السوق كل يوم سبت من كل أسبوع من الساعة الثانية مساءً حتى قُبيل صلاة المغرب. ويقع السوق في مركز بئر عسكر في "الغثمة"، على مساحة كبيرة، مسفلتة ومجهزة تجهيز كامل قامت به بلدية بئر عسكر، مما يتيح إمكانية لمواقف السيارة، وكذلك عرض السلع والبضائع بشكل منظم ومريح، حيث اشتملت المنطقة الشرقية من السوق على سوق الأغنام والمواشي، وشاحنات الأعلاف، حيث كانت "الخِراف والتيوس" المعروضة من الإنتاج المحلي النجراني، وكانت أسعارها متوسطة وفي متناول الزوار، وقد تمت الكثير من الصفقات في ساعات قليلة. وأوضح ل "واس" محمد بن مسفر، وهو أحد مُلاك المواشي أن الأسبوع الأول من السوق كان مبشراً وجيداً بالنسبة إلى البداية، فقد باع أربعة خِراف من أصل ثمانية جاء بها إلى السوق، بمتوسط بيع بلغ 600 ريال للرأس الواحد، مؤكداً أنه سيستمر في القدوم إلى السوق كل سبت في الأسابيع القادمة، خصوصاً أن حظائر أغنامه قريبة من السوق. وفي الجانب الجنوبي الجنوبي من السوق عرض العديد من أصحاب المزارع، محاصيلهم من الخضار والفواكه، وقد انتهى السوق ببيع غالبية المعروضات من هذه السلع التي كانت في صناديق من الحجم الكبير، وكانت أسعارها أقل من محلات وأسواق الخضروات والفواكه في المدينة، مما أتاح حركة شرائية كبيرة وسريعة. أما الجانب الغربي من السوق فقد كان مخصصاً لعرض التمور والعسل والسمن والدبس، وكذلك السجاد وبعض الملابس الشتوية، وخلال جولة وكالة الأنباء السعودية في السوق، لوحظ اهتمام الزوار بمعروضات "تمر البياض" الشهير بمنطقة نجران، وهو التمر المجفف، واليابس، الذي يعد من أغلى أنوار التمور في المنطقة، حيث يصل سعر بعض الأكياس إلى 2500 ريال، وقد أتاح سوق بئر عسكر الشعبي تواجد العديد من أنواع هذا التمر، وبأسعار أقل من المعتاد، حيث تنوعت بعض صناديق التمر، وكان بعضها يتراوح من 400 ريال حتى 1000 ريال، وكان بعضها الآخر يباع عن طريق المزاد. وبيّن ل "واس" هادي اليامي، أحد باعة التمر، وصاحب مزرعة كبيرة على ضفاف وادي نجران، أنه قدم إلى السوق للمشاركة فيه، وتنشيط حركته في أولى أيامه، لدعم الحراك الاقتصادي في المنطقة، والمساعدة في استمراريته، مشيراً إلى أنه عرض في السوق "تمر البياض"، وخلاص نجران المسمى ب "الرجيز" وهو تمر الدبس، وقد استطاع أن يبيع عدداً من صناديق البياض، وعدداً لا بأس به من صناديق خلاص نجران المغلفة والمحفوظة بطريقة مصنعيه نظيفة. وفيما يخص العسل والسمن، فقد كانت الحركة الشرائية حاضرة أيضاً في هذا الجانب، حيث تراوحت أسعار الكيلو من العسل السدر الأصلي والمحلي من 350 حتى 800 ريال، أما السمن "البلدي" المعروض فقد تنوع بين سمن الأغنام، وسمن الأبقار، وكانت أسعاره تتراوح من 200 حتى 550 ريال. واعد العديد من المواطنين الزوار أن إعادة إحياء الأسواق الشعبية الأسبوعية في مراكز ومحافظات المنطقة خطوة مهمة نحو دعم الاقتصاد المحلي، وإتاحة الفرصة أمام أصحاب السلع المتعددة بعرض بضائعهم في سوق مفتوح، خارج عن النمطية، والأسواق الاعتيادية في الشوارع الرئيسية، وأمام عدد غفير من الجماهير والزوار الذين بدورهم يطمحون إلى أسواق مماثلة، تعرض لهم السلع الفاخرة والجيدة بأسعار منافسة وفي المتناول، خصوصاً أن هذه الأسواق تستطيع أن تعرض لهم المنتجات التي لا تتواجد في المولات التجارية وأسواق المدينة الأخرى، كما أن غالبيتها تعد من الإنتاج المحلي للمنطقة المشهور بجودته ونظافته. وأكد مسعود الزحوف أحد زوار السوق أنه اشترى عدداً من السلع في السوق، نظير جودتها وأسعارها المعقولة مقارنة بأسعار المحلات والمراكز التجارية، متمنياً أن يستمر السوق أسبوعيا، وأن تواصل بلدية بئر عسكر مشكورة دعم هذا السوق، وتنظيمه، ومراقبته، مما يضمن استمراريته بوصفه حراكاً لاقتصاد نجران المحلي، وفرصة أمام المواطنين لعرض وشراء البضائع الجيدة والنادرة.