تقاس الهجمات العسكرية بقوة الانقلاب الذي تحدثه في المشهد العملياتي أو الاستراتيجي، ورغم أن كل ما يعتبر هدفا عسكريا يقع خارج حدود مدينة نجران الحدودية السعودية، إلا أن العدو الحوثي لم يتوقف عن قصف المدينة مستهدفا المدنيين، لتبدأ متوالية المدن؛ فالحوثي يقصف نجران ليضغط على صانع القرار السياسي بالرياض ليغير صانع القرار العسكري من تحركاته فوق صنعاء. فنجران كمدينة جبهة، يدفع سكانها البالغ عددهم حوالي النصف مليون نسمة ثمن الحرب أكثر من غيرهم، وكما تقول الإعلامية هيا السهلي عضو مجموعة مراقبة الخليج، التي عادت للتو من بعثة صحافية في نجران، إن أكثر إصابات المدنيين هي جراء المقذوفات العسكرية التي تطلقها ميليشيا الحوثي، وتجاوز عددها أكثر من عشرة آلاف مقذوف. هذه العشرة آلاف مقذوف قد لا يستطيع درع صاروخي أميركي أو روسي وقفها. لكن الوقوف مع أهل نجران أمر مستحق، ليس على مستوى السعودية بل على مستوى الخليج كله، فالجبهة عليها فلذات أكبادنا، وحرب اليمن الحالية هي بين دول الخليج وتحالف صالح والحوثيين وإيران وحزب الله والحشد الشعبي، ومن يرى غير ذلك لديه قصور في متابعة إعلام الخصم. أما عن إعلامنا فتقول الإعلامية السهلي: «نحن بحاجة إلى خريطة طريق معلوماتية لإعلامنا السعودي خاصة والخليجي بشكل عام في عاصفة الحزم وما بعدها، فهو إعلام يفترض ألا ينقل المعلومة فقط، إنما ينشرها ويفسرها ويحميها». ونضيف أنه يرفع المعنويات ويسهم في تجديد الطاقة والهمة والإقدام، وكذلك الإصرار على البقاء بعزيمة، فنحن لم نلمس من الإعلام الخليجي جهودا في التغطية للعمليات، وتصوير الواقع في نجران كمدينة وكجبهة، كعسكر ومدنيين، سواء صحافيا أو تلفزيونيا، ولم نلمس جهدا نستطيع أن نصفق له، فهناك قصص بطولية لم يروَ عنها سوى روايات مبتورة، ومن المفروض أن تنشر مستهدفة الجمهور الخليجي العريض، الذي يتعطش لقصص بطولات الحد الجنوبي، حتى لا ينجح إعلام الخصم في ترويج عدم شعبية الحرب. بالعجمي الفصيح نجران هي الجبهة وهي مفتاح النصر، وهي «ستالنغراد» دول الخليج، حيث تمثل لنا صمود المدن الحدودية، التي تعرف ب»الثغور» وترمز للصمود في الحروب، حيث إن التغطية الإعلامية الخليجية، والوفود ستعري جرائم الحرب التي يمارسها الحوثي، وتشد عزم الصامدين، وحتى لا نبدأ في تبادل النفي بدل تبادل الاعتراف بالتقصير، فلنجعل نجران على الواجهة، ولو بوسم #نجران_ ستالنغراد_الخليج