قابلية النفس البشرية للشر عالية ولكن قابليتها للخير أعلى. تظاهره نبيلة وتجربة مثيرة وانطلاقة أولى للعمل الخيري الأهلي والتي أتت مبادرتها من الجميع ودعمها الكل وستستمر بإذن الله حتى تشمل كل من يحتاج للدعم والمعونة. بادر أهلي المحافظات الشمالية بإحياء ليلة من الليالي التي لا تنسى رغم العوائق والظروف القاسية التي تمر بها المنطقة ورغم هيبة التجربة الأولى عند البعض حيث أن الأمر لم يكن بجديد ولكن أن يكون واقع وجزء من الوقت والمكان والزمان مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة فقد كان بالفعل جديد وجميل في ذات الوقت. وفد في مقدمة الوفود أربعة من المقعدين بكراسيهم وعمالتهم وبابتسامات مشرقة اعتادوا عليها وليطمئنوا الآخرين نحن بخير وقد اعتدنا الأمر ولكن يجب أن تعتادوه أنتم أيضا. وصل مهدي مفرح ابن كاشر أولا ثم أتى سراج ابن عريج وعبدالله هادي ابن شويل آل فطيح في نفس الوقت. وأتى بعدهم مهدي عبد الرحمن آل مطلق. بعد صلاة العشاء كان الجميع كعائلة كأهل كأصحاب قرية واحدة بروح احتفالية متناغمة ومبهجة وكأنهم في لحظة عيد يتعاهد بعضهم بعضا. لم يكن حفل بل لقاء والتقاء وكافة البوادر توحي بالطاقة الإيجابية والدعم اللامحدود من الكل حيث تفاعلوا منذ وصول ذوي الاحتياجات الخاصة وبادروهم بالحديث والمداعبة وتبادل الأرقام والإشادة بقوتهم وصبرهم وصمودهم. بدأ الحفل الخطابي من تقديم محمد علي محمد ابن ملحة والذي تميز في تقديمه بسلاسة وأناقة خارجة عن التكلف والمألوف مزج الرسمية الخطابية بالخطابة القبليّة. ثم تقدم الدكتور ظافر ناجي ابن قنيفذ بكلمة الحفل الخيري والتي أثنى فيها على المجتمع والعادات الخيرية المتجذرة فيه حيث أن أعمال الخير والمبادرة للفزعة والنخوة وإغاثة الملهوف عادة من ضمن عادات الدين والرجولة والشهامة ولكن الوقت المعاصر يحتاج لعملية تنظيم وتوحيد الجهود ومخاطبة الآخرين من خلال المؤسسات الخيرية المسجلة والنظامية. وكذلك أوغل في الحديث عن فضل عمل الخير وحبه وحب من يحبه، ومن ثم أعلن أن الحفل هو بداية انطلاقة جمعية خيرية لذوي الاحتياجات الخاصة وأن الإجراءات على قدم وساق لانجاز المهمة. ثم ختم بشرح حالة ذوي الاحتياجات الخاصة وخصوصا من أصابهم الشلل أو العطب في أجسادهم وكيف يرون الحياة بعد أن عاشوها كما يجب. أتى بعد ذلك كلمة ذوي الاحتياجات الخاصة والتي قدمها نيابة عنهم عبد الله هادي ابن شويل آل فطيح، وكرر أنه يتحدث بنفس الخطاب الذي قدموه قبل سنتين حيث طالبوا بجمعية خيرية لذوي الاحتياجات الخاصة وذكر الكثير من العوائق والهموم التي تواجههم ومن القطيعة التي يعانونها في الكثير من أوقاتهم وطالب برعاية صحية أفضل من التي تقدم لهم وأهم المطالب هي تفعيل العلاج الطبيعي في مستشفى ثار وبناء مركز تأهيل. وأكد أن الأهم هو توعية المجتمع باحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة وتفهم عجزهم وتطلعاتهم وأنهم م زالوا يعيشون جزء لا يتجزأ من المجتمع. ومن بعد ذلك أتت فقرة ورشة العمل والتي كانت ركيزة أساسية للحفل حيث أن الهدف الأكبر هو التوعية ونشر ثقافة التعاون وقدمها ظافر ناجي وأبدع فيها علي مسفر آل سليم وسعود علي ابن سعيد وتفاعل الحضور معها وقدم اقتراحاته وناقش والمميز فيها أن الذين يقدمون ورشة العمل كانوا يمسكون بدلال القهوة ويتحدثون وهم يسكبونها في فناجيل الحضور. أبرز الاقتراحات كان يحث على تنظيم رحلات أسبوعية لذوي الاحتياجات ومن شاركهم وأيضا بناء مساكن خاصة لهم وحثهم على مشاركة المجتمع وكسر حاجز الوحدة، أيضا تقدم أحد الأخوة السودانيين باقتراح دعم مشاريع خيرية لهم. بعد ذلك تقدم قنيفذ ناجي ابن قنيفذ بقصيدة تعبر عن المناسبة منها: الي يقول ان حياتك ما لها قيمة … هذاك راحت حياته كلبيها سدى تحدث بعد ذلك حسين ابن المحلكم معبرا عن الحضور والأهالي وأشاد بالأفكار البناءة والخيرية التطوعية. ومن ثم تقدم أحد الشباب مبارك مسفر ابن مسعدة بمحاولة شعرية جميلة ومعبرة. أتت في ما قبل الختام كلمة المزاد قدمها صالح عايض، وتحدث عن بداية الفكرة وكيف تحولت إلى تظاهرة جميلة ونبيلة تكللت بحفل واحتفاء بذوي الاحتياجات وذكر اللجان التي قامت على إنجاح العمل وإدارته وكيف أن الأعمال التطوعية لا تقوم إلا بالأيادي البيضاء والقلوب الطاهرة وهي السعادة الحقة، ثم نوه إلي أن لجنة الجمعية الخيرية تعمل على أنهاء متطلبات الجمعية وهم بصدد تقديمها إلى الجهات الرسمية. ثم أتى ذكر وشكر من شارك في المزاد سواء كان الأشخاص الذي دعموا بأموالهم أو بوقتهم وأفكارهم وكذلك من نشر الحدث إعلاميا ومن شرح الأفكار بين المجتمع ومن خلال التواصل الإجتماعي. ذكر بعده الصحف والشركات التي دعمت العمل الخيري على رأسها مؤسسة بلاد التمويل للتقسيط والتي تكفلت بتكاليف الحفل الخيري. وفي ختام الكلمة أعلن الفائز بالمزاد وهو علي عايض ابن باصم والذي حصل على نسخة كتاب شآبيب التي وصل سعرها إلى 112,000 ريال. أتى في ختام الحفل التكريم: حيث تبرع مهدي ابن باصم وأبناءه بقيمة الهدايا والدروع. قام مبارك حمدان ابن ريزه بتسليم نسخة الكتاب إلى علي عايض ابن باصم ودرع ، وقام بمساعدته في التسليم الدكتور غفون حيث تسلم أصحاب المراكز الأولى في الدعم دروع: سعد مهدي اليامي أبناء علي سعيد آل عاطف بن سلطان محمد مسفر ابن عريج آل سالم ابن مريج محمد سداح ابو ساق عبد الهادي مسفر ابن سعيدان تم تسليم الراعي الرسمي مؤسسة بلاد التمويل للتقسيط وصاحبها سعود علي ابن سعيد درع وشكر. وكذلك تم تسليم صالح هادي ابن شحمان نيابة عن ضيافة آل مخلص حيث أقيم الحفل فيها درع وشكر. وفي الختام كان تسليم هدايا تذكارية لذوي الاحتياجات قدمها محمد حسين ابن سداح آل معجبة، مهدي سعيدان ابن مطرفة، حسين علي ابن ملحة، مبارك حمدان ابن ريزة. وفي نهاية الحفل تحدث عضو المجلس البلدي صالح هادي ابن حمده بمساهمته وبمساندة المجلس البلدي للأعمال الخيرية. وصلت مجموعة كبيرة من التبرعات وأجلت اللجنة استلام المبالغ حتى يتم تأسيس وتسجيل جمعية شآبيب رحمة لذوي الاحتياجات بشكل نظامي. وفي الأخير تم الأتفاق على اللقاء في المهرجان الشتوي الخيري بعد إعلان جمعية شآبيب رحمة لذوي الاحتياجات رسميا. تفعيل الإمكانيات الفردية وتوحيدها ودمجها ثم تسخيرها لرفاهية المجتمع ورفع إمكانيات فرص أعمال البر والخير ليتجلى بها الجمال والتعاون والتكاتف وللحد من فرص الشر وقطع الطرق على ذوي الدنيا وتوابيعها. اللجنة المشرفة على المزاد الخيري. .