واجه الاتفاق الذي يهدف لإنهاء الأزمة بشأن برنامج ايران النووي أول عقبة كبيرة يوم الجمعة فيما يبدو حيث حذرت روسيا من أن عقوبات جديدة فرضتها الولاياتالمتحدة قد تعقد تنفيذه "بشكل خطير". وكررت روسيا انتقادات إيران لعقوبات واشنطن قائلة إنها تنتهك روح الاتفاق. وروسياوالولاياتالمتحدة ضمن القوى العالمية التي توصلت في 24 نوفمبر تشرين الثاني إلى الاتفاق المؤقت مع طهران. جاءت التصريحات الروسية بعدما قال دبلوماسيون إن إيران قطعت محادثات فنية مع القوى الست في فيينا بشأن كيفية تنفيذ الاتفاق الذي يطالب طهران بكبح برنامجها النووي مقابل تخفيف محدود في العقوبات. وتبرز التطورات المعوقات المحتملة التي يواجهها المفاوضون لمواصلة جهود حل النزاع الدائر منذ نحو عشر سنوات بين الجمهورية الإسلامية والغرب. لكن عددا من المبعوثين أكدوا أنه لا ينبغي اعتبار المحادثات غير الحاسمة التي أجريت على مستوى الخبراء في الفترة من التاسع إلى 12 ديسمبر كانون الأول في فيينا علامة على أن الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه قبل نحو ثلاثة أسابيع يواجه مشكلة خطيرة. وعبرت روسيا عن مخاوفها بعد يوم من إضافة الولاياتالمتحدة شركات وأفرادا إلى قائمة العقوبات الحالية التي تهدف لمنع ايران من امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية. وتنفي إيران مثل تلك الأهداف. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية "قرار الادارة الامريكية يتعارض مع روح هذه الوثيقة" في اشارة الى الاتفاق بين إيران والقوى الست. وأضافت زاخاروفا في بيان "توسيع القائمة الامريكية السوداء يمكن ان يعقد بشكل خطير تنفيذ اتفاق جنيف الذي يقترح تخفيف ضغوط العقوبات." وقالت وزارتا الخزانة والخارجية الأمريكيتان إن وضع الشركات والأفراد على القائمة السوداء يظهر أن اتفاق جنيف "لا يتعارض ولن يتعارض مع جهودنا المتواصلة لكشف وتحييد من يدعمون البرنامج النووي الايراني او يحاولون التهرب من عقوباتنا." وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لوكالة أنباء فارس -شبه الرسمية- يوم الجمعة "نعكف على تقييم الوضع واتخاذ رد فعل مناسب حيال العقوبات الجديدة التي فرضت على 19 شركة وفردا. هذا يتعارض مع روح اتفاق جنيف." وقالت مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن "الإجراء غير البناء وغير المفيد والمتكرر" من جانب الحكومة الأمريكية يتعارض مع جهود إثناء المشرعين الأمريكيين عن فرض عقوبات جديدة. وشارك في المحادثات خبراء من إيرانوالولاياتالمتحدة وفرنسا والصين وبريطانيا والمانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة إنه يتوقع استئناف المحادثات النووية مع إيران في الايام القادمة. وأضاف أثناء زيارة لإسرائيل "واجهنا صعوبة في فيينا … نحن نحرز تقدما لكني أعتقد انهم وصلوا إلى نقطة في هذه المحادثات يشعرون فيها بالحاجة الى التشاور والتوقف للحظة. وأضاف كيري "كل التوقعات تشير الى أن المحادثات ستستمر في الأيام القليلة القادمة وسنتابع الأمر لحين التطبيق الكامل لهذه الخطة." وسوف يتشاور الخبراء الآن مع حكوماتهم قبل الاجتماع مرة أخرى. وتوقع مايكل مان المتحدث باسم كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي استئناف المباحثات قريبا. وتتولى آشتون تنسيق المفاوضات بين إيران والقوى الست. وقال مان "بعد أربعة أيام من المحادثات المطولة والتفصيلية والتي تعكس تعقد المسائل الفنية موضع البحث أصبح من الواضح أن هناك حاجة لمزيد من العمل." وأضاف "ستكون هناك مشاورات في العواصم ومن المتوقع استئناف المحادثات قريبا." وقالت إيران يوم الجمعة إن ما قامت به الولاياتالمتحدة من إضافة شركات وأفراد إلى قائمة العقوبات بسبب دعمهم برنامج طهران النووي ينتهك روح اتفاق جنيف. وأضافت الولاياتالمتحدة يوم الخميس شركات وأشخاصا الى قائمة العقوبات التي تهدف لمنع طهران من اكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية. وتقول إيران إن برنامجها سلمي. وقال دبلوماسي إن الوفد الإيراني أعلن فجأة في وقت متأخر مساء الخميس أنه سيعود إلى طهران بعد ساعات من إعلان قرار واشنطن. وأضاف الدبلوماسي "الإيرانيون قالوا إنهم تلقوا تعليمات من طهران بوقف المحادثات والعودة إلى طهران." وتابع "هذا لم يكن متوقعا بالمرة." وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي إنه لا يعتقد أن للقرار صلة بالموضوعات التي كان يجري بحثها. واضاف "ما أفهمه هو أنه لم يكن لهذا علاقة بمشكلة معينة بخصوص ما كانوا يناقشونه وإنما كان في الحقيقة رد فعل على التحركات في الولاياتالمتحدة بشأن العقوبات." وأضاف "الإيرانيون كانوا ملتزمين بإنجاز هذا العمل … لسنا منزعجين."