كارثة مدمرة تبتلع خيرات الشعوب وتهدد المجتمع بقدر يتجاوز الكوارث الأخرى ، إنه الفساد الذي يخلق سلوكات شاذة في بيئة الدولة يصعب معالجتها حاضراً ومستقبلاً . ان ” الرشوة ، الهديّة ، الإكراميّة ، الابتزاز ، الواسطة ، النصب والاحتيال والاختلاس ، السرقة والتزوير في الوثائق، والاستغلال وعدم وضع الشخص المناسب في مكانه واستعمال الأموال العامّة في مصالح خاصّة والوساطة غير المشروعة، والإسراف وتبذير الأموال العامّة ” – كلها آفات فساد تنخر في جسد الدول وقد انتشرت في مجتمعنا ونحن نغض الطرف عنها لسبب او لاخر مع العلم ان هيئة مكافحة الفساد ” نزاهة ” تتعامل مع الحالات التي تردها بحزم لكن يبقى المواطن حلقة وصل ليبرز هذه الافة للقضاء عليها . أبناء وطننا لا يكرهون الوظيفة العامة .. بل يكرهون الموظف الفاسد أو الموظف عالي الشأن والذي لا هم له سوى أن يكون هو خاطف الأضواء حتى وإن احترقت مدينة بمن فيها…. إنّ الفساد ناتج عن سوء التنشئة الاجتماعيّة للموظّف أو المسؤول وفساد أخلاقه وقيمه الاجتماعيّة، ويعود أيضاً إلى الخطأ في تعيين مثل هذا الموظف مع ضعف المحاسبة والمساءلة وعدم فرض العقوبات الرادعة على الموظف المسيء ، كما أنّ بعض المواطنين يساعدون على انتشار الفساد من خلال سكوتهم ومباركتهم لهذا الفساد…. فنحن نعيش حاليا وسط منظومة رضا بالفساد في جوانب الحياة المختلفة فالمتابع يرى ويطالع يوميا اعلانات هيئة مكافحة الفساد حول اكتشافها فساد وتلاعبات متعددة ويحدث هذا بعد انشاء مكافحة الفساد بمعنى انه هولاء لا يخافون من تواجد الهيئة ولا يحسبون لها حسابا بل ويقوم بعض رؤساء البلديات مباشرة بعد اكتشاف فساد بمقر عمله بالرد عبر وسائل الاعلام واستهداف رئيسها المباشر محمد الشريف .. فهل سألنا انفسنا عن الاسباب الخفية وراء جراءة رؤساء بعض الجهات والمقاولين في التصدي لبيانات الهيئة باكتشاف الفساد بجراءة دون خوف او خجل. شخصيا ، اعتقد أن السند والقوة لهؤلاء بالوزارات هو السبب الخفي لجرأتهم .. نعم ، هناك سند لهم والا كيف يتجرأون على مجابهه رجل مرجعه الاساس الملك .. سؤال بحاجة الى تفكير واجابات مقنعه !! واعتقد أيضا ان الوقت مناسب الان للهيئة بأن تضرب بيد من حديد ، وأول ماعليها فعله هو أن تفضح هؤلاء امام الرأي العام فالفساد هو من أخطر الافات التي يمكن ان تزعزع رخاء الدول ، والموظف الفاسد يدمر التطور والتقدم الذي وصلنا له، ولهذا فأبناء المملكة من الكبير الى الصغير ان وجد فساد او فاسد عليه بفضحه كي لا ينتشر الفساد ويتسع . ومن هنا أوجه رسالة ونداء الى هيئة مكافحة الفساد بأن تسهل طرق التواصل مع المواطنين ف” نزاهة ” قادرة بالفعل على مجابهة هذه الافة وعلى مجتمعنا النبيل أن يتعاون معها كي نقضي على أشكال الفساد كافة في مملكتنا الحبيبة وعلى الهيئة أيضا متابعة فساد الاجانب فهو أخطر واشد دمارا . نسأل الله العلي القدير أن يحمي مملكتنا من الفساد والفاسدين . = بقلم الإعلامي أ. علي أل منجم اليامي خاص بصحيفة نجران نيوز الالكترنية =