قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الثلاثاء في تصريحات حادة بصورة غير معتادة إن إيران تخصب اليورانيوم بوتيرة ثابتة وان العقوبات الدولية الهادفة إلى حمل طهران على تعليق انشطتها النووية ليس لها اثر مرئي. وتعزز تصريحات يوكيا امانو وجهة نظر الكثير من المحللين بأن الضغوط الاقتصادية الغربية المتزايدة على إيران فشلت في دفعها الى تغيير مسارها النووي. وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يتحدث قبل يوم من الاجتماع المقرر لمسؤولين كبار من القوى العالمية الست في بروكسل للنظر في استراتيجية تجاه إيران وسط دلائل على استئناف الجهود الرامية لحل النزاع دبلوماسيا بعد فوز الرئيس الأمريكي باراك اوباما بفترة رئاسة ثانية. وتشعر القوى العالمية التي تسببت في فرض عقوبات دولية على إيران للمرة الاولى عام 2006 بالقلق من ان تحاول إسرائيل قصف المواقع النووية الإيرانية ما لم يتم التوصل إلى حل سلمي للنزاع قريبا. وكثفت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيون العقوبات على إيران هذا العام واستهدفوا صادراتها النفطية الحيوية املا في اقناعها بالتراجع في نهاية المطاف عن موقف اثار المخاوف من اندلاع حرب. ولكن عندما سئل امانو عما اذا كانت العقوبات اسفرت عن اي تأثير رادع قال للصحفيين في باريس "نتحرى الانشطة الجارية في المواقع النووية في إيران ولا نرى اي تأثير. انهم ينتجون على سبيل المثال يورانيوم مخصب بنسبة 5 و 20 في المئة بمعدل ثابت تماما." وأضاف امانو الذي يزور مفتشوه المنشآت النووية الإيرانية بشكل منتظم "الامر لم يتغير. لاحظنا ان التقدم في عملية التخصيب مستمر. هناك زيادة مطردة وتدريجية في الكمية." وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكلفة بمنع انتشار الأسلحة النووية في العالم في احدث تقرير ربع سنوي بشأن إيران إن طهران انتهت من تركيب اجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو الواقعة تحت الارض. ويبرز التقرير الذي قدم للدول الاعضاء بالوكالة يوم الجمعة المهمة الثقيلة التي تواجه القوى العالمية في محاولاتها لاقناع طهران بتعليق انشطة تقول إيران انها سلمية لكنهم يخشون ان يكون هدفها اكتساب القدرة على انتاج اسلحة نووية. وقال مسؤول غربي كبير في فيينا حيث يوجد مقر الوكالة انه "تقرير مقلق جدا. وقال مبعوث إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية لرويترز إن التقرير يبرهن على ان البرنامج النووي الإيراني مخصص "للاغراض السلمية فقط". ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب لتشغيل محطات الطاقة النووية وهو الهدف المعلن لإيران ولكن يمكن استخدامه كذلك في انتاج النواة المتفجرة للرؤوس النووية وهو ما يخشى الغرب ان يكون الهدف النهائي لطهران. ولم تتمكن القوى الست وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين من تحقيق انفراجة في ثلاث جولات من المحادثات مع إيران منذ ابريل نيسان. لكن الجانبين لا يريدان قطع المحادثات ويرجع ذلك جزئيا إلى مخاوف من ان يؤدي ذلك إلى صراع جديد ومدمر في الشرق الأوسط إذا شنت إسرائيل هجوما على إيران. وقال المسؤول الغربي إن اجتماع هذا الاسبوع في بروكسل سيناقش إمكانية تحديث العرض السابق الذي تقدمت به القوى العالمية لإيران والسعي "لوضع الاساس" لجولة جديدة من المحادثات التي قد تعقد قبل نهاية العام. وأضاف المسؤول "نريد ان نقدم لإيران حوافز للوفاء بالتزاماتها. ولكن سيتعين على إيران ايضا اتخاذ خطوات (في المقابل)..سنبحث ما يمكن ان نفعله لاقناع طهران بالعودة إلى الطاولة للتفاوض بشكل جدي." وخلال الاجتماعات التي عقدت في وقت سابق هذا العام طالبت القوى العالمية إيران بوقف تخصيب اليورانيوم لمستويات مرتفعة واغلاق منشأة فوردو ونقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى خارج البلاد. وعرضوا في المقابل حوافز محدودة ركزت على التعاون التكنولوجي. وأبدت إيران استعدادها لمناقشة تخصيبها لليورانيوم حتى تركيز 20 في المئة الذي يحدث عنده انشطار نووي لكنها تريد رفعا فوريا للعقوبات في المقابل. والتخصيب حتى تركيز 20 في المئة يدفع طهران خطوة كبيرة نحو انتاج مواد تستخدم في صنع قنابل لكنها تقول انه يوفر الوقود لمفاعل ابحاث طبي. ورفض الغرب الطلب الإيراني. وفي طهران قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست ان على القوى العالمية ان تعترف "بحق (إيران) في الانشطة النووية السلمية" في اشارة إلى تخصيب اليورانيوم. وأضاف "نحن مستعدون دائما لمفاوضات بناءة ذات مباديء."