وصل مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة محمد البرادعي، أمس السبت إلى ايران تنفيذاً لتعهد إيراني قطعته طهران على نفسها خلال محادثاتها مع القوى الكبرى في جنيف، بفتح منشأة نووية جديدة أعلنت عنها ايران أخيراً للتفتيش.واثمر اجتماع جنيف، عن اتفاق على إجراء محادثات جديدة في وقت لاحق من هذا الشهر، خفف من حدة التوتر الناجم عن النزاع الطويل بشأن مخاوف من أن ايران تقوم سراً بمحاولة صنع أسلحة نووية. غير أن مسؤولين غربيين قالوا ان ايران يجب أن تسمح بتفتيش الموقع النووي الجديد خلال أسبوعين وأن تقدم على لفتات شفافية أوسع في الجولة الثانية للمحادثات من أجل كسب مهلة أطول بعيداً عن التهديد بفرض الاممالمتحدة عقوبات جديدة اشد عليها.وظهرت ايران بعد المحادثات بصورة أكثر تعاوناً، لكنها تفادت القضية الرئيسية من خلال الإصرار على حقها السيادي في امتلاك الطاقة النووية متجنبة مرة أخرى عرضاً بالتخلي عن برنامجها النووي في مقابل حزمة من الحوافز التجارية.وقال مصدر دبلوماسي أوروبي إن ايران ستدفع في المحادثات القادمة نحو التعامل مع طلب بتجميد أي توسع لقدراتها على التخصيب، وهي خطوة مؤقتة نحو التعليق الكامل للتخصيب. كما لم تقدم ايران أي تنازلات بشأن المطالب بالسماح للامم المتحدة بالتفتيش بلا قيد للتأكد من أن ايران لا تخفي أي مواقع نووية للانتاج أو للابحاث كما يشك مسؤولون غربيون.وتحدث الرئيس الامريكي باراك أوباما عن (بداية بناءة) لكنه أصر على أن ايران يجب أن تبذل المزيد من الجهد لتثبت أنها لا تقوم بتجميع اليورانيوم المخصب بهدف انتاج قنابل نووية وإنما لمجرد توفير الوقود لمفاعلات لتوليد الطاقة كما تقول.من جانبه دافع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن كشف بلاده عن منشآتها النووية الجديدة وجدد التأكيد على أنها ليست سرية. وقال أحمدي نجاد خلال حفل في طهران إن بلاده تعاملت بنزاهة مع الوكالة الذرية وهي لا تخفي أي منشأة سرية، مشيرا إلى أن المعلومات الخاصة بهذه المنشأة أعطيت إلى الوكالة قبل الموعد المحدد لذلك. ولفت إلى أن (الإعلام الغربي واصل حملته بأن إيران تخفي برنامجا نوويا سريا وكرر ذلك مرارا وتكرارا حتى استقر هذا الأمر في أذهان الناس). يأتي ذلك في وقت نفى رئيس الوفد الإيراني سعيد جليلي أن تكون محادثات جنيف قد تناولت قضية تخصيب اليورانيوم، مؤكدا حق بلاده القانوني في ذلك. وقال جليلي للصحفيين بعد عودته إلى طهران إن وفد بلاده أوضح خلال محادثاته مع القوى الكبرى أن طهران اضطرت لبناء منشأة تخصيب يورانيوم أكثر أمانا بسبب التهديدات بعمل عسكري يستهدفها. وأضاف جليلي أن محادثات جنيف لم تتطرق لطلب إيران من الوكالة الذرية مساعدتها في شراء وقود لمفاعل الأبحاث الطبية الإيراني من أعضاء الوكالة القادرين على توريدها.