توقعت وكالة الطاقة الدولية أمس أن تتخطى الولاياتالمتحدة السعودية وروسيا كأكبر منتج للنفط في العالم خلال خمس سنوات ما سيقرّبها كثيراً من تحقيق الاكتفاء الذاتي، لكن السعودية لن تلبث أن تتبوأ المركز الأول بحلول العام 2035. وتتناقض تقديرات الوكالة، التي تقدم المشورة في شأن سياسات الطاقة إلى الدول الصناعية الكبرى، في شكل صارخ مع تقارير سابقة توقعت فيها أن تظل السعودية أكبر منتج للنفط في العالم حتى 2035. وأفادت الوكالة في تقريرها السنوي عن التوقعات بعيدة الأجل بأن «التطورات في قطاع الطاقة في الولاياتالمتحدة عميقة وسيمتد أثرها خارج أميركا الشمالية وقطاع الطاقة» في أكثر التوقعات تفاؤلاً لنمو إنتاج الطاقة الأميركي حتى الآن. وأضاف التقرير أن «الزيادة الأخيرة في إنتاج الغاز والنفط في الولاياتالمتحدة بفضل تكنولوجيات المنبع، تتيح استغلال مصادر للغاز والنفط الصخري، ما ينعش النشاط الاقتصادي، إذ تمنح أسعار الغاز والكهرباء الأرخص الصناعة ميزة تنافسية». وتوقعت الوكالة استمرار تراجع الواردات الأميركية من النفط وأن تتجاوز صادرات أميركا الشمالية وارداتها بحلول 2030. وقال كبير اقتصاديي الوكالة فاتح بيرول في مؤتمر صحافي في لندن إن الولاياتالمتحدة ستتخطى روسيا كأكبر منتج للغاز بفارق كبير بحلول عام 2015 وبعد ذلك بوقت قصير أي عام 2017، ستصبح الولاياتالمتحدة أكبر دولة منتجة للنفط في العالم. ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة ستعتمد على الغاز الطبيعي أكثر من اعتمادها على النفط أو الفحم بحلول 2035 إذ تعزز الإمدادات المحلية الرخيصة الطلب من المصانع ومحطات الكهرباء. ورجحت الوكالة ارتفاع إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط إلى 10 ملايين برميل يومياً بحلول 2015 و11.1 مليون برميل يومياً بحلول 2020 قبل ان يتراجع إلى 9.2 مليون برميل يومياً بحلول 2035. وأضافت أن انتاج السعودية سيكون 10.9 مليون برميل يومياً بحلول 2015 و10.6 مليون برميل يومياً في 2020 لكنه سيرتفع إلى 12.3 مليون برميل يومياً بحلول 2035. (راجع ص 13) وسيجعل ذلك العالم يعتمد بصورة متزايدة على «أوبك» بعد 2020 فإلى جانب زيادة الانتاج السعودي، سيشكّل العراق نحو 45 في المئة من النمو في انتاج النفط العالمي حتى 2035 ويصبح ثاني أكبر بلد مصدر متجاوزاً روسيا. وسترتفع حصة «أوبك» من انتاج النفط العالمي إلى 48 في المئة من 42 في المئة حالياً.