أشاد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، معتبرا أنه “شريك شجاع في عملية السلام”. وقال بيريز في بيان: “كلمات عباس الشجاعة تثبت أن إسرائيل لديها شريك حقيقي للسلام”، مضيفا: “هذه كلمات مهمة يجب أن نتعامل معها جميعا بأكبر قدر من الاحترام”. وكان عباس صرح في لقاء مع القناة الثانية الإسرائيلية إنه لا يفكر في العودة للعيش في مدينة صفد التي ولد بها، الواقعة اليوم داخل حدود إسرائيل. وقال: “أريد أن أرى صفد، إنه حقي أن أراها ولكن ليس أن أعيش هناك”. وأضاف: “فلسطين بالنسبة لي اليوم هي داخل حدود 1967 مع القدسالشرقية عاصمة لها، هذه هي فلسطين بالنسبة لي، أنا لاجئ وأعيش في رام الله، أعتقد أن الضفة الغربيةوغزة هي فلسطين والباقي هو إسرائيل”. من جهتها، نددت حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 بتصريحات عباس، وخرج الآلاف من أعضائها في احتجاجات وأحرقوا ملصقات لعباس. وقال زعيم حماس إسماعيل هنية إنه لا يوجد أي شخص، أيا كان موقعه، يمكنه أن يتنازل عن قطعة واحدة من أرض فلسطين أو أن يتنازل عن حق العودة. ودعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -وهي فصيل متحالف تاريخيا مع عباس- اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس المركزي للمنظمة إلى “محاسبة الرئيس على هذه التصريحات”. أما الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة فقال: “حق العودة واللاجئين هي من الملفات النهائية العالقة في المفاوضات مع الإسرائيليين مثلها مثل الحدود والمياه، ونحن ملتزمون بالثوابت الوطنية التي أقرتها المجالس الوطنية بهذا الشأن ولا جديد حول هذا الموقف”. وأضاف: “الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية لن يقبلوا بدولة ذات حدود مؤقتة، ومن يقبل بدولة مؤقتة هو الذي يتنازل عن حق العودة ويضرب الثوابت الوطنية ويتسبب بكارثة للأجيال الفلسطينية القادمة”. وأوضح أبو ردينة “أن مقابلة تلفزيونية لا تعني مفاوضات وأن هدف المقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي كان التأثير في الرأي العام الإسرائيلي”. وتابع: “الزوبعة التي تثيرها جهات معروفة لاستثارة الرأي العام هدفها الانقلاب على الشرعية، ونقل الثوابت إلى أرض الصراع الداخلي وفي النهاية لن يستفيد منها سوى جهات تتفاوض مع إسرائيل سرا، وتخرج على القنوات التلفزيونية تتهم القيادة الفلسطينية باتهامات تهدف إلى تغطية ما تفعله هي في السر”.