أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن "حق العودة واللاجئين هما من الملفات النهائية العالقة في المفاوضات مع الإسرائيليين، مثلهما مثل الحدود والمياه، ونحن ملتزمون بالثوابت الوطنية التي أقرتها المجالس الوطنية بهذا الشأن ولا جديد حول هذا الموقف". وتجيء تأكيدات أبو ردينة بعد الانتقادات التي وجَّهتها فصائل فلسطينية للرئيس محمود عباس بعد أن قال في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي إنه لاجئ من صفد ويريد أن يزورها وليس أن يقيم فيها، وإنما يقيم في الضفة الغربية. وإنه ليس له حقٌ دائم في المطالبة بالعودة إلى بلدته التي ولد فيها وطرد منها وهو طفل واحتلتها إسرائيل خلال حرب 1948. وإنه يؤمن بأن دولة فلسطين تقع ضمن الأراضي التي احتلت عام 1967 بما يشمل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس". وقال المسؤول الفلسطيني "المقابلات التلفزيونية لا تعني المفاوضات، والهدف من المقابلة كان التأثير في الرأي العام الإسرائيلي، وهذه الزوبعة التي تثيرها جهات معروفة لاستثارة الرأي العام هدفها الانقلاب على الشرعية ونقل الثوابت إلى أرض الصراع الداخلي، وفي النهاية لن يستفيد منها سوى جهات تتفاوض مع إسرائيل سراً وتخرج على قنوات التلفزة تتهم السلطة في كل فترة باتهامات تهدف إلى تغطية ما تفعله هي في السر من وراء ظهر شعوبها". وتابع "الرئيس والقيادة الفلسطينية ماضون في التمسُّك بالثوابت مهما فعلت إسرائيل وجهات أخرى متحالفة معها من ألاعيب إعلامية لتغيير الصورة الحقيقية إلى صورة واهمة". وتساءل "لماذا الآن وفي هذه الفترة التي تستعد فيها القيادة للذهاب للأمم المتحدة لطلب وضع دولة غير عضو وتحدي التهديدات الأميركية والإسرائيلية تنبري جهات في كل مرة وتثير الأزمة نفسها بالأدوات نفسها؟". وكان مصدر مسؤول في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين قد قال إن تصريحات عباس تعبِّر عن رأيه الشخصي، ولا تمثِّل موقف منظمة التحرير الملتزم ببرنامج الإجماع الوطني "حق تقرير المصير والدولة المستقلة عاصمتها القدسالمحتلة وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم عملاً بالقرار الأممي 194". أما عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق فقال "هذه التصريحات لا تعكس وجهة نظر الشعب الفلسطيني بحال من الأحوال، ولا يملك أحد - كائناً من كان - الحق في التنازل عن حق عودة اللاجئين إلى ديارهم ومدنهم وقراهم التي هجِّروا منها، وهو حقٌ مقدَّس لا تفريط فيه، ولا أحد يملك التنازل عن أرضنا، فهي ليست موضعاً للمساومة".