في الفترة الأخيرة تناقل المجتمع مقولة "راحوا الطيبين" كناية عن حياة سابقينا ممن وقفنا على أحداث ومشاهد منها, وكانت السمة السائدة التي جعلتهم يطلقون هذا الإسم هي مايملكونه من طيبة جعلتهم يصدقون مايقال لهم بسبب ضعفهم في إدراك ماحولهم بسبب الجهل الذي كانوا يعانونه في عصر التكنولوجيا تنامت درجة الوعي وتوسعت بشكل ملفت حتى خلت أنه زمن الجهل والضحك على الدقون توارى, لكن الأيام القليلة الماضية كشفت لي عكس ذلك أو بالأحرى كشفت بقاء الطيبين وسائل الاتصال والتواصل التي إختصرت علينا الكثير وحولتنا إلى شعب قارئ مطلع بعد أن كنا لا نقرأ, إستغلها البعض من السذج لتمرير إشاعات بقصد أو غيره لغرض النيل من شخص أو منظمة ما تارة أو قصد إفراد عضلاته في قدرته على تمرير كذبته على المجتمع وتصديقها تارة أخرى, حتى أصبحت منافسة على صاحب الإشاعة الأقوى صدأً أفراد المجتمع السعودي "الطيبين" غالبا ما تمرر عليهم أكاذيب ويصدقوها ولا يفيقوا منها إلا بعد أن نالت تلك الأكذوبة من الهدف المحدد الذي أنشأت من أجله, وتجلى ذلك في عدة صور تضرر منها المجتمع السعودي لعل أبرزها سابقا "أوامر زيادات الرواتب" و "إجازات إستثنائية للطلاب" لكننا ما إن فاق المجتمع منها حتى تسببت قضيتين فرديتين إلى ظهور إشاعتين سبب دويا وتحولت إلى قضية رأي عام أحدها أثره على المجتمع السعودي عامة والأخرى إقتصر على المجتمع النجراني خاصة. الشائعة الأولى والتي آثارت ضجة إعلامية أرى أنها مبالغ فيها هي تحويل قضية عنف خادمة أندونيسية إلى مخطط أندونيسي للنيل من السعوديين مدفوعة بإرادة السحر والأداة الخادمة وفي ظروف أيام تحولت نظرة السعوديين نحو الخادمة الأندونيسية من عاملة مغلوبة على أمرها تكدح لطلب الرزق إلى مجرم ينذر بالمشاركة في كارثة يمتد ضررها للقضاء على السعوديين رجالا ونساء أطفالا ونساء الشائعة الثانية ظهرت مع تكرر ظهور متسللين صوماليين عبر الحدود مع اليمن تناقل الكثير من أفراد المجتمع النجراني شائعة توافد جماعات صومالية مسلحة عبر الحدود تهدد المواطنين القاطنين بالقرب من المناطق الحدودية وسببت ضجيجا في المنطقة أجبر البعض إلى البقاء في منازلهم خوفا من خطر الصومال المزعوم, كما نوقل بيان زيف على لسان قيادة حرس الحدود يحذر المواطنين من خطر الصومال والذي إتضح فيما بعد أنها شائعة ولا للجهات الأمنية أي علاقة بالبيان لا أدري هل لازال المجتمع السعودي أرضية خصبة لتداول الشائعات وإنتشارها رغم درجة الوعي التي أضحوا يملكوها في عصرنا الحالي, أم أن الطيبة جين وراثي في أفراده ساهمت في إستمرار تصديق تلك الشائعات بما تمليه تلك القلوب الطيبة لأفراد مجتمعي "الطيبون" محرر صحيفة الشرق - نجران