(سمعت أخر خبر) ( شفت اللي صار ) أصبحت هذه الكلمات أو الجمل المحزنة علامة مميزة للشعب السعودي أو بمثابة اثر من أثارنا العظيمة في كافة طبقات المجتمع!! و هناك أمثلة كثيرة للإشاعة في مجتمعنا بداية من الإشاعات الفنية و الاجتماعية و الرياضية و لم تسلم منها جميع المجالات حتى السياسية. لا نجد شائعة تحظى بشيوع كبير إلا إذا كانت مهمة للأفراد لان عدم أهميتها يجعل نطاق تأثيرها غاية في الضآلة من هنا فالشائعات الجنسية والأخلاقية و الدينية و المرتبطة بالمواد التموينية \" الأكل و الشرب\" هي أكثر الشائعات انتشارا لأنها تخص حياه الأفراد و مستقبلهم فالغموض يجعل الأفراد لا يستطيعون حسم الشائعة للأمر الذي يجعلهم يدركون الموقف و يحرفونه و يقومون بتشويهه بما ليس فيه. \"الشائعة\" لا تنتشر إلا في المجتمعات التي يقل فيها المنظور الثقافي و التعليمي فالجهل والأمية هي التربة الخصبة لبروز الشائعة و تضخيمها و ذلك لان الفرد الأمي يعتمد على حكمه للأمور على الجوانب الانفعالية و المشاعر و الوجدانيات و في نفس الوقت لا يمتلك الوعي المعرفي القائم على الحقائق و البيانات لابد من التأكيد على أن تصديق الإشاعة أو رفضها إنما يعتمد على الأفراد ذوي البناء النفسي والانفعالي الناضج لا يروجوّن الشائعات ، ويقف دورهم عند حد سماعها دون نقلها بل أنهم أحيانا يقومون بنقدها وتسخيفها . أما الأفراد الذين لديهم قدر واف من الموضوعية والمعلومات والمعرفة لا تستطيع الشائعة مهما علا قدرها التأثير فيهم. وأما الأفراد الذين لديهم دراية بالواقع ويعيشون فيه ولديهم خبرات حياتية وممارسات فعلية هم أكثر الأفراد في عدم تصديقهم للشائعات والعكس يبدو صحيحا فى نفس السياق المطروح. لذا نحن عكس ذلك تماما فلماذا لا نصدر برنامجا سنويا لترويج الإشاعات لأننا لم نجد من يوقفها