لم يغب عن خلد الإعلامي المتجدد داود الشريان، وهو يتقلب بين برامجه، منافسة المذيع الشهير لاري كنج، أو هكذا أظن، ولم أكن أول ولا آخر من يكتب عن برنامجه ” الثامنة مع داود”، ولكن قد أكون أول من يسجل اعترافاً شخصياً بتميزه في “احتفالية” اليوم الوطني. فعلى الرغم من كل ما يشاع حول هذا البرنامج بأنه “للتنفيس” عن الناس نظراً لعدم تحريكه ساكناً، إلا أنني أرى أنه قد أثار عديدا من القضايا، بالإضافة إلى تميزه في طرحه الخاص بمناسبة اليوم الوطني، عندما قابل بعض الوزراء ببعض المحللين. استعرض الوزراء برامجهم، وردّ عليهم المحللون بأن ما استعرضوه هو عبارة عن برامج طوارئ لتقديم الحلول العاجلة، وليس عملاً مؤسسياً، ولا تخطيطاً استراتيجياً. تحدثَ ضيوف البرنامج عن عدم وجود خطط استراتيجية، وعدم الاستفادة من تجارب الدول الناجحة في مسيراتها التنموية، كالتجربة الكندية في الصحة، كما سجلوا رأياً شجاعاً عن عدم جدوى نطاقات، وعدم مصداقية وزارة العمل في إحصاءاتها حول توظيف العاطلين، وأبدوا استغرابهم من كوننا نستورد البنزين ونصدر المياه، ولكن اقتراحهم برفع سعر البنزين، وفرض رسوم على المواقف العامة للسيارات، لحل مشكلة الازدحام داخل المدن الكبيرة لم يكن الحل الناجع. ومن شدة حماسته، رأى الإعلامي البارز جمال خاشقجي أن الحل، لكل مشكلاتنا، يكمن في “إخراج الأجانب من جزيرة العرب”، فاستدرك الشريان بقوله ” العمّال، العمّال” لمعرفته بارتباط تلك العبارة، في الذهنية السعودية، بأسامة بن لادن والقاعدة. الشرق