في حوار حصري مع جريدة "الرياض"، تحدث هاكان سارفيل، رئيس شركة إريكسون في المملكة العربية السعودية، عن دور الشركة الرائد في تكنولوجيا الاتصالات والمساهمة في تحقيق التحول الرقمي في المملكة. استعرض سارفيل أبرز استراتيجيات إريكسون في دعم الابتكار والتطور التقني، بالإضافة إلى تفاعل الشركة مع رؤية السعودية 2030، ودورها في تحقيق الاستدامة وتوظيف الكفاءات السعودية. كما سلط الضوء على خطط إريكسون للمستقبل في المنطقة، وخاصة في ظل مشاركة الشركة المنتظرة في معرض LEAP 202. وفيما يلي نص الحوار: 1. ما الذي ستعرضه شركة إريكسون في معرض 2025 LEAP، ولماذا يعد هذا الحدث مهماً للشركة؟ يُعد معرض LEAP من أهم المنصات في المملكة العربية السعودية وحتى في المنطقة، ولهذا فمن المهم جداً أن نكون متواجدين فيه إلى جانب عملائنا وشركائنا. أما فيما يتعلق بحضورنا في معرض LEAP هذا العام، فنحن نركز على ثلاثة محاور رئيسية، أولها التكنولوجيا والريادة. وسوف نعرض في هذا السياق أحدث الابتكارات في مجال شبكات الهاتف المحمول والذكاء الاصطناعي وتطبيقات السحابة. أما المحور الثاني فهو الريادة في مجال الأعمال، فنحن لا نناقش التكنولوجيا فحسب، بل نناقش أيضاً حالات استخدام مختلفة، وكيف نساعد عملاءنا المشغلين على تحقيق الربح من شبكات الجيل الخامس. وهذا يعني أننا لا نركز فقط على المستهلكين الأفراد، بل أيضاً على الشركات والجهات الحكومية. وفي نهاية المطاف، نساعد عملاءنا على زيادة ربحيتهم. ويتضمن المحور الثالث الذي نفتخر به للغاية التزامنا تجاه المملكة العربية السعودية. فنحن نركز من خلال هذه المحور على توفير محتوى محلي ونعمل على دعم جهود التوطين. ومن أهم النقاط التي أحب دائماً تسليط الضوء عليها فيما يتعلق بالتزامنا تجاه المملكة، أنه على مدار السنوات الخمس الماضية، قمنا بتوظيف أكثر من 160 خريجاً جديداً، ومن بين جميع الخريجين الجدد الذين قمنا بتوظيفهم في عام 2023، كان 52٪ منهم من النساء، ونقوم دائماً باستقطاب أفضل المواهب من مختلف الجامعات في جميع أنحاء المملكة. هذه هي الأبعاد الثلاثة الرئيسية التي يمكن لزوار جناحنا في معرض LEAP رؤيتها. 2. كيف تعمل تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي معًا لتحسين قطاعات؟ هل يمكنك مشاركة بعض الأمثلة؟ أود أن أشير إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح الآن جزءاً لا يتجزأ من كل ما نقوم به. وقبل الإجابة على سؤالك، أود أن أذكر أننا نقوم بدمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتنا منذ مرحلة التطوير. فعلى سبيل المثال، نستخدم الذكاء الاصطناعي لتقليل استهلاك منتجاتنا للكهرباء وتحسين أداء الشبكة. ويساهم استخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث وعمليات التطوير في تعزيز منتجاتنا، بما يجعلها أكثر قوة وأصغر حجماً وأكثر تنافسية. أما فيما يتعلق بتطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر الصناعات المختلفة، يمكنك رؤية أحد عروضنا التوضيحية خارج الجناح، الكلب الروبوت "روكي"، والذي تم تطويره باستخدام الذكاء الاصطناعي. ويركز هذا الروبوت على ثلاث حالات استخدام: اكتشاف الحرائق المحتملة، وتحديد الثقوب في الأسوار، وضمان سلامة العمال. وعلى سبيل المثال، إذا كان هناك عامل يتجول بدون خوذة، فيمكن للروبوت التعرف على ذلك. والذكاء الاصطناعي مدمج في هذا النظام، ما يسمح للروبوت بالتعلم بمرور الوقت، مثل فهم الشكل الذي يجب أن يبدو عليه السياج، والتعرف على بيئته، وتحسين دقته. لقد أصبح الذكاء الاصطناعي ضرورياً لضمان أن تصبح حالات الاستخدام هذه أكثر فعالية بمرور الوقت، والكلب الروبوت هو مثال رائع على ذلك. 3. كيف تساهم شركة إريكسون في جهود الاستدامة في المملكة العربية السعودية؟ هل هناك مشاريع محددة يمكنك تسليط الضوء عليها؟ تشكل الاستدامة بالنسبة لشركة إريكسون العالمية جزءاً أساسياً متجذراً في ثقافتنا. ونحن نقوم بنشر تقرير سنوي للاستدامة يوضح مبادراتنا في هذا المجال. وتركز رؤية السعودية 2030 على العديد من الجوانب، وتعد الاستدامة أحد ركائزها الأساسية. ومن هنا فإننا نفكر دائماً كيف يمكن أن نساهم في هذه الرؤية. ومن الأمثلة على ذلك تعاوننا مع شركة stc، حيث نستكشف إمكانية استخدام الألواح الشمسية لتشغيل مواقع الشبكة بالطاقة المتجددة بدلاً من الاعتماد على الكابلات الطويلة. وبالإضافة إلى ذلك، قمنا مؤخراً بإطلاق منصة إريكسون المتصلة لإعادة التدوير بالشراكة مع iot squared ومجموعة الشايع. وتدعم هذه المنصة مجموعة الشايع لتحويل أكثر من 50% من نفاياتها بعيداً عن مكبات النفايات وتوجيهها إلى شركات إعادة التدوير، مما يتيح توفير التغليف المستدام باستخدام مواد معاد تدويرها وتتبع النفايات في الوقت الفعلي لتعزيز الدائرية والحد من التأثير البيئي للمجموعة. ولا تقتصر الاستدامة على استهلاك الطاقة، بل تشمل أيضاً إعادة تدوير المنتجات. ومن خلال برنامجنا الخاص بإعادة التدوير، عندما تقرر شركة stc التخلص من المعدات القديمة، فإننا نستعيد المنتجات ونضمن إعادة تدويرها على نطاق واسع قدر الإمكان. ويمكن إعادة استخدام العديد من المواد الموجودة فيها، مثل المعادن. وهذان مجرد مثالين فقط على كيفية مساهمتنا في الاستدامة في المملكة العربية السعودية من خلال شراكات مع عملائنا. 4. كيف تدعم إريكسون رؤية السعودية 2030 من خلال تقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي؟ نحن ندعم من خلال نشر تقنياتنا إطلاق حالات استخدام جديدة محددة في إطار رؤية السعودية 2030. ونظراً لأن هذا الرؤية الطموحة واسعة النطاق، فإن دورنا يشمل تمكين رقمنة الخدمات الحكومية ودعم الفعاليات الكبرى القادمة في المملكة العربية السعودية، مثل كأس آسيا، والألعاب الشتوية، ومعرض إكسبو الدولي، وبطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2034. ونحن نقدم التكنولوجيا لضمان نجاح التحول الرقمي الذي يمثل جزءاً أساسياً من رؤية السعودية 2030. فعلى سبيل المثال، وقعنا مذكرة تفاهم مع موبايلي هنا في معرض LEAP 2025 لاستكشاف تطوير القدرات المتقدمة للشبكة باستخدام الذكاء الاصطناعي والأتمتة. وتهدف هذه الخطوة إلى الاستفادة من شبكة الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي لبناء شبكات قوية وقابلة للتكيف، لتحسين تقديم الخدمات وتعزيز تجارب المستخدم. ولا يقتصر دورنا في المملكة العربية السعودية على توفير التكنولوجيا فحسب، بل نسعى لنكون أيضاً جزءاً من رؤية طويلة الأمد. 5. ما هي الشراكات الرئيسية التي تبنيها شركة إريكسون في المنطقة لتعزيز الابتكار والنمو؟ أود أن أشير هنا إلى أن برنامجنا الخاص بالخريجين الجدد ليس مجرد وسيلة لجذب أفضل المواهب، بل هو أيضاً وسيلة لبناء الثقة في الصناعة في المملكة العربية السعودية. وبالنسبة لي، هذه إحدى الطرق التي نساهم بها في المملكة. أما على صعيد الابتكار، فقد دخلنا في علاقة تعاون في مجال البحث والتطوير مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على مدى السنوات الخمس الماضية. ونحن نعمل معاً على تطوير تقنيات من الجيل التالي، وخاصة شبكة الجيل السادس. وهذه من الطرق التي نقود بها الابتكار في المملكة. كما أعلنا مؤخراً عن مبادرة بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لبناء مختبر للألعاب. وتتمتع المملكة بصناعة ألعاب قوية مع استثمارات كبيرة ومجتمع كبير للألعاب. وقد عقدنا شراكة مع مركز الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتحسين الشبكات للألعاب. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يعتبر 65% من السكان من هواة الألعاب، وتحتل المملكة المرتبة الثانية عالمياً في نشاط الألعاب. ونهدف إلى ضمان أن توفر شبكات الهاتف المحمول أفضل تجربة ألعاب ممكنة. وهذه بعض الأمثلة على كيفية مساهمتنا في الابتكار في المملكة على وجه التحديد. 6. كيف ترى آخر التطورات من وجهة نظرك في مشهد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية، وكيف تستعد إريكسون لها؟ تعد المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر الأسواق تقدماً في العالم. وقد عملت شخصياً في العديد من البلدان، ويمكن أن أقارن المملكة العربية السعودية بالدول المتقدمة للغاية. وتعد رؤية السعودية 2030 محركاً رئيسياً للابتكار، ما يضمن بقاء المملكة في طليعة التقدم التكنولوجي. أما عن موقعنا في هذا المجال بالتحديد، فنحن شركة رائدة في مجال التكنولوجيا، حيث نقدم أحدث الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وغير ذلك. ويتطلب التحول الرقمي تكنولوجيا متطورة، ونحن نلعب دوراً رئيسياً في تمكينها. وندرك في الوقت نفسه أننا لا نستطيع تحقيق ذلك بمفردنا. فالنجاح يعتمد على التعاون مع الشركاء وتطوير منظومة قوية. وهناك أمر لا يمكن إغفاله على الإطلاق وهو أن بدون الاتصال الرقمي القوي الذي نوفره، لا يمكن أن يحدث التحول الرقمي. 7. ما هي خطط إريكسون المستقبلية للنمو والابتكار في المملكة؟ تعد المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر أسواقنا في الشرق الأوسط وإفريقيا. وسوف نواصل التزامنا تجاه المملكة، إذ أنني أؤمن بأنه يمكن القيام بأعمال تجارية جيدة هنا، ولكن علينا أيضاً أن نثبت حضورنا هنا على المدى الطويل. ويعود تواجد شركة إريكسون في السعودية إلى عام 1978، وأعتقد أن هذا يمثل قيمة لعملائنا وللحكومة. فهم يعلمون أننا سنكون هنا العام المقبل، وفي عام 2030، وأيضاً في عام 2040. هكذا أنظر إلى وجودنا هنا، وسوف ننفذ المزيد من الأعمال وسنواصل التزامنا تجاه المملكة.