يبدو أن الجمال مازال يجبر راغبيه ومحبيه على دفع الضريبة لاسيما الصحية , فقد كشف أطباء من العاصمة البريطانية لندن أن رش العطر على طرفي الرقبة الذي قد يؤدي الى تكوين بقع واضحة على بشرة الرقبة. وذكرت وسائل إعلامية يوم الأحد أن الأطباء البريطانيون "حذروا من الأضرار التي قد تسببها العطورات ",مشيرين إلى أن "البقعة التي تتكون على البشرة التي يرش عليه العطر لا يمكن ازالتها الا بواسطة الليزر". ويفسر الأطباء ذلك "بكون بشرة الرقبة أقل سماكة و أكثر تحسسا من أي منطقة أخرى بالجسم و هي تتعرض لأشعة الشمس قبل الوجه التي تترك بصمتها و تغير لون البشرة و مادة الكحول في العطور ليست هي السبب و انما الزيوت الروائح ". و لذلك ينصح الخبراء "باستعمال العطر في المناطق التي لا تتعرض لأشعة الشمس". ويذكر أن الأبحاث العلمية تؤكد احتواء عدد كبير من العطور على مركبات كيميائية ضارة بصحة الإنسان، حيث قد يتسبب بعضها بالإصابة بأعراض مرضية حادة في الجهاز التنفسي والعصبي وربو وحساسية الجلد والصداع والغثيان والدوخة وحتى فقدان الوعي. كما أشارت إلى أنه إن ما يربو على 95 بالمئة من العطور المستخدمة حاليا يتم إنتاج عدد كبير من المركبات الكيميائية الداخلة في تكوينها من مشتقات بترولية ومواد صناعية، وبعض تلك المركبات عبارة عن سموم ضارة بالإنسان. حيث أن بعضها قد يتسبب بأمراض سرطانية وعيوب خلقية واضطرابات في الجهاز العصبي المركزي وتهيج الجلد والحكة، وما يفاقم من خطرها، هو أنه لحظة استنشاقها تنتقل مباشرة إلى مجرى الدم والى الدماغ وكافة أجزاء الجسم، كما أنها تستطيع الدخول إلى الجسم عن طريق الجلد. و لا تخضع صناعة العطور حاليا لرقابة صارمة من قبل الجهات المهتمة بصحة الإنسان وسلامته، فما زالت صناعة العطور يكتنفها الغموض والتكتم لكونها أسرار تجارية لا يمكن إفشاء أسرارها، و ما يثير الاستغراب ويربك من يدرس تركيب العطور هو انه لصناعة عطر واحد يمكن أن يتم استخدام 500 مادة كيميائية أو أكثر. من جانب أخر فقد أكد فريق من الباحثين السويديين في دراسة أجريت في وقت سابق أن احتواء بعض العطور ومنتجات التجميل والزينة على احد أملاح حامض الأفثاليك والذي يسمى افثاليت وهذا المركب موجود في معطرات الجلد ومرشات تزيين الشعر ومزيلات رائحة العرق. ويتسبب مركب افثاليت بالإصابة بالعقم واعتلال مجرى البول وحسب الأبحاث التي تم إجراؤها في مختبر اناليسن الحكومي السويدي، فإن مادة افثاليت، تتسرب إلى الدم عبر الجلد وعن طريق الاستنشاق. وأهابت الدراسة بضرورة عدم تعرض النساء الحوامل لأي نوع من أنواع العطور حفاظا على صحتهن وصحة أجنتهن.