لم يكن ذنب العاقل العيش في كونِ جنون ، لم يكن ذنب العاقل أن يعيش فيه الأمل مسجون، بل كان ذنب القدر ، فلا تُكثر في داخلي الظنون ، ودعني أعيش كما أنا.. لا آدري هل في غياهب جُب مخيلتي حلم، أدلي بدلوي فأستخرجه، أم أن قاع خيالي يعاني الجفاف، رغم ربيعي الممطر، الذي في كل محاولاتي في عدم إسناد التفكير، والأتيان به من مصدره،يقطع بحثي الطويل كلمة عاذل ، وإنتقاد سفيه. ومع دخول الشك تبدأ الأهازيج في خافقي ترسم أطول خطوط طول ، وأعرض دوائر عرض، بهتزازات قلبي الملهوف، الذي سئم الأنتظار ولم يعد يمتلك سوى الهذيان. لاتسألني لماذا غبت ، بل إسألني لماذا جئت؟! جئت من أجل غايه، ولم أركض مع الجموع بدون عنوان،.. صحيح ياقدر أني أهوى المواكبه، ولكن لما تستهويه نفسي، وترتفي به ذاتي،ليس لأجل أرخص الكلام ، ونظرات الأرتفاع، وليس لأجل مدح ذميم، وسذاجة مدّاح. تركت نفسي على هواها، وفي كل مره أسمع النداء وأستجيب، وفي كل مره يقع المحظور، ولكن قررت هذه المره أن أتبع نداء قلبي، على الآقل لن أندم في إتباعه، كيف لا وهو بصيرتي ... عساه ان يأحذني بعيداً ولايدعني آلتفت للخلف، ويجبرني على السير الى الآمام،بدون توقف، حتى في أوقات المطر والعاصفه ، والشمس الحارقه، إما أن نصل الى الغايه، أو نموت من دونها.