أعلن مؤسِّسو موقع "الساحة العربية" على شبكة الإنترنت إغلاقه بدءاً من أول أغسطس المقبل، وقالوا إن "الساحة العربية أعطى الكثير، وأعطيناه الكثير، لكنه تحوَّل في السنين الأخيرة لعبء ثقيل". وأوضح المؤسسون طارق فارس وفارس فارس وجابر محمد سبب الإغلاق قائلين: "لم نعد قادرين على التكفل بالإنفاق عليه، والأهم من ذلك لم نعد قادرين على تخصيص الساعات اليومية لمتابعته إدارياً وتقنياً. كل منا تطوّر في مجال تخصصه ومهنته، ولا نستطيع أن نهمل مسؤولياتنا المهنية والأسرية أكثر". وقالوا: "سنقوم بإغلاق الساحة العربية إن شاء الله في يوم 1 أغسطس 2012. سنبقيه متوافراً بكل خدماته لمدة شهر؛ حتى تتاح للأعضاء فرصة نقل ونسخ مشاركاتهم وأرشيفهم". وأوضح الثلاثي أنه "بعد 15 عاماً من خدمة الحوار العربي على شبكة الإنترنت يحزننا أن نعلمكم بأن الوقت قد حان لكتابة الموضوع الأخير على صفحات (الساحة العربية)". وقالوا: "بدأنا هذا المشروع في عام 1997 بوصفه أول موقع للحوار العربي على شبكة الإنترنت. عاصر الموقع الكثير من الأحداث، وتشرف باستضافة الكثير من الأقلام، من جميع الفئات، بما في ذلك أكبر أصحاب القرار". وأجلى المؤسسون الكثير من الضباب الذي أحاط بحقيقة "الساحة العربية" فيما يتعلق بمن يملكه؟ ومن يديره؟ وما هي أهدافه؟ وقالوا إن "الموقع أنشأته مجموعة من شباب دولة الإمارات، الذين جمعهم الشغف بالتقنية أثناء مرحلة الدراسة الجامعية، كل منهم له آراء وتوجهات وأفكار واهتمامات قد تختلف مع الآخرين، لكنهم جميعاً يتفقون على أهمية الحوار، ويثمنون دوره في تقريب وجهات النظر المختلفة". وأضافوا بأن "هذا الإيمان المشترك بينهم كان دستور الساحة العربية منذ بدايته، ولم يتغير أبداً. حرية الرأي مكفولة للجميع لطرح أي شيء، باستثناء البذاءة والخروج على القانون. وللحرص أكثر على الحياد حرصنا على عدم الكتابة بأسمائنا الحقيقية في الساحة العربية خوفاً من أن يخلط أحدهم بين أفكار أحد المؤسسين وتوجهات الموقع". ونفى المؤسسون تبعية "الساحة العربية" لأجهزة مخابرات، وقالوا "في عصر الإنترنت لا تحتاج أجهزة الأمن إلى تعاوننا أصلاً للحصول على أي بيانات؛ من السهل عليها تعقب أي شخص". وأقروا بأن "الساحة العربية" كان مشروعاً مربحاً في بعض الفترات، وقالوا: "حصلنا على عقود رعاية وإعلان غطت تكاليف (الساحة) لفترات طويلة، وساعدت في تطويره". لكنهم بيَّنوا أن حجبه في السعودية أضرَّ كثيراً بالإعلانات، وقالوا: "منذ هذه الحادثة قلَّت عائدات الإعلان كثيراً، وصار (الساحة العربية) لا يغطي تكاليفه، ناهيك عن محاولات الهجوم والإغراق التي كانت تستنزف ميزانيته؛ فاضطررنا للإنفاق عليه بشكل شخصي".