يحاول العالم الهندي دينابانداهو ساهو إثبات أن أصغر الأشياء في العالم يمكنها حل واحدة من أكثر مشكلات الأرض صعوبة. فلأكثر من 25 عاماً، وساهو يراقب الطحالب عبر الميكروسكوب، ففي الوقت الذي يعتقد فيه البعض أن هذه الكائنات غير مفيدة، وجد ساهو ومجموعة من العلماء أن الكائنات الخضراء الصغيرة هذه يمكن استخدامها كسلاح ضد الاحتباس الحراري في الأرض. يقول ساهو: "يمكنك رؤية الطحالب الصغيرة عبر الميكروسكوب، ومتابعة الطحالب التي تنمو في المحيطات ويصل طولها إلى 70 متراً." واستخدم ساهو هذه الطحالب الخضراء لاختراع وسيلة جديدة لامتصاص الدخان المنبعث من عادم السيارة، عن طريق وضع الطحالب الصغيرة في صهريج أعلى السيارة، ليتم توصيله بالعادم عن طريق أنبوب. ووفقاً لساهو، فإن هذه الطحالب تمتص عادم السيارة، لتتفاعل مع الماء وأشعة الشمس، فتنتج الأكسجين النقي. ولا يتجاوز ثمن هذا الجهاز ال500 دولار، وقام ساهو باستخدامه في سيارته القديمة. وتكمن العقبة الأساسية قي عدم رغبة المرء تشويه منظر سيارته بصهريج مثل هذا. لكن ساهو يقول إن بإمكان شركات السيارات تطوير الفكرة، وإنتاج جهاز أصغر حجماً ويؤدي الدور ذاته. يقول ساهو: "تتجه أنظار العالم حالياً نحو السيارات الهيدروجينية، كونها أقل ضرراً للبيئة، إلا أنها مكلفة وغالية الثمن جداً، لكن هذا الجهاز البسيط يمكنه حل جزء من المشكلة، ويمكن توصيلة بسهولة." وبالتأكيد فإن هذا الصهريج سيحتاج إلى تنظيف بين الحين والآخر، إذ يقول ساهو إنه عند تنظيف الوعاء ووضع مزيج طحالب جديد، يمكن تحويل الفضلات إلى وقود حيوي بطريقة خاصة. يذكر أن مئات الملايين من الدولارات تنفق على الأبحاث العلمية الخاصة بالوقود والطاقة، أما بخصوص اختراع ساهو، فيرى بعض الخبراء أن استخدام الطحالب كوقود حيوي لن يكون جيدا للسيارات، علاوة على مواجهة مشكلة البنية التحتية غير المعدة جيداً لتجديد هذا النوع من الطاقة إضافة إلى أن تأسيسها مكلف جداً، ويحتاج إلى استثمارات ضخمة ووضع سياسة حكومية لتشجيعها. غير أن ساهو لا يزال يأمل في أن يساهم اختراعه منخفض الكلفة نسبياً في معالجة ارتفاع حرارة العالم.