اللجنة الوطنية لرعاية المرضى النفسيين وأسرهم لم تكن بدعاً من اللجان، ولكنها شرعت لها منهجاً مغايراً عمن سواها، وذلك بتوجهها للمجتمع حين عقدت الورشة التحضيرية للتوقعات والمشاريع التي يمكن لها القيام بها في المرحلة المقبلة. شريحة غالية من المجتمع أولئك المرضى النفسيون، وهم بحاجة ماسة إلى رعاية حميمة، تُخفف عنهم وطأة المرض، الذي قد يستمر مع بعضهم مدى الحياة، أليسوا أحوج من غيرهم من ذوي الأمراض العضوية؟ أجزم أن الإجابة «نعم» لأن علتهم في النفس وليست في الجسد، فإن تُرِكتْ فقد تُعِلّ الجسد، أيضاً. نرى كثيراً من الاهتمام بأصحاب الأمرض العضوية، وذلك ما لا يلقاه نظرائهم من المرضى النفسيين، أتدرون لماذا؟ لأننا ما زلنا نعيش ثقافة «العيب»، وبالتالي لا المريض النفسي ولا ذووه لديهم الشجاعة لمواجهة «الوصمة» في حال قُدّمتْ لهم برامج مشابهة. الأمر في غاية الأهمية، والمرضى النفسيون بحاجة إلى من يشجعهم ويحتويهم، وما فعله القائمون على تلك اللجنة، من دعوة بعض المتطوعين من أقارب المرضى وبعض المهتمين للمشاركة في الحوار حول مستقبل اللجنة، يُعدّ خطوة أولى لتفكيك تلك الوصمة، لجعل المريض النفسي يشعر أنه شخص مميز، لأنه يصارع المرض، ويحاول الاندماج في المجتمع. جميل أن يُدعى الشركاء والمستفيدون ومقدمو الخدمة، ولكن ما ليس بجميل هو أن تراوح اللجنة في مكانها لثلاث سنوات منذ اعتمادها عام 1430ه. نصيحتي للقائمين عليها أن يقوموا بتحديث مهامها وأهدافها ولوائحها التنظيمية، فقد تقادمت بتقادم الزمن، وما يصلح للأمس ليس بالضرورة أن يناسب اليوم! انتهت المساحة، وعن ( الصحة) لنا حديث آخر!