العنوان، أعلاه، مزعج، أليس كذلك؟ ليس مزعجاً فحسب، بل قد يثير حفيظة البعض، خصوصا الغيورين والمندفعين، أوافقكم الرأي إلى حين التثبت، ولكن دعوني أقل شيئاً حول هذا الأمر. الصدق فضيلة من الفضائل، بل من أرقى الفضائل وأنبلها، والتي يتمنَّى أن يتحلَّى بها كلّ فرد، حيث الاتصاف بها يدلّ على علو الهمة ونقاء السريرة، وبالتالي هي سلوك ينبغي تطبيقه، لا تعليمه، أظنها بدأت تتفكك خيوط العنوان. فلو أن الشخص مارس هذه الفضيلة، ورآه مَنْ حوله لتأثروا به، لأن القدوة ضرورية في مثل هذه الأمور. لكن لو كانت الممارسة سلبية، ماذا تتوقعون من المحيطين؟ المحاكاة، طبعاً، والتي ستسود في المنزل والشارع والعمل، عندها نجني الخيبة والندم، وتضيع الفضيلة التي نبحث عنها في مجتمعنا المسلم الذي ينبغي أن يستمد تعاليمه من الكتاب والسنّة النبوية قولاً وعملاً، متأسياً بالصادق الأمين صلى الله عليه وسلم. عجبت لحال مَنْ يَكذب أمام أبنائه وبناته ويطلب منهم أن يكونوا صادقين في أفعالهم وأقوالهم، كيف يمكن لهم ذلك؟ وهم يرون قدوتهم يمارس عكس ما يقول! ويستمر في النصح والإرشاد، والواقع عكس ذلك. يُطرَق باب المنزل من قبل أحدهم وصاحب المنزل غير راغب في الطارق، فيأمر ابنه أن يرد بأنه غير موجود، وكذا على الهاتف، أيضاً! فيرد الابن: «لكنك موجود يا أبي»، فيزجره الأب: «هذا ليس من شأنك»، يتألَّم الابن من هذا التصرف ومن الواقع الذي يراه أمامه. لا تعلموهم الصدق، بل طبّقوه، اصدُقوا، يصدُقوا، أما تعليمهم الفضائل دون تطبيق، فلا يفيد! بقلم / محمد آل سعد الشرق