عجلة الحياة مستمرة في دورانها ، ونحن مستمرون بالتعايش مع كل ظروفها وحالاتها وأحوالها ؛ فطبيعة الحياة تقول أن كل صعود يأتي بعده هبوط ، وكل عسر يأتي من بعده يسر ، وكل حزن يعقبه فرح وسرور ، وكل نوم يقطعه صحوة ونشاط ، كل هذا نقبله ونُقره ونُؤمن به خيره وشره ، لكن لا نؤمن أن تكون الظروف والأشخاص والأهواء هي المتحكم في نوم وصحوة أمانتنا . عندما نرى أعمال التزيين والتشجير وتعديل الأرصفة في بعض شوارع نجران ، وعندما نرى أن بعض مشاريع الأمانة قد وضع بجانبها لوحة تحمل معلومات المشروع وميزانيته وبداية ونهاية العمل فيه تماشياً مع سياسة الدولة الرقابية على المشاريع الجديدة ، و عندما نجد أنه أصبح لدينا أول لوحة إلكترونية للمشاريع تعُد الأيام تنازلياً ، كلما مررتُ بجوارها أخبرني أولادي أنها نقصت يوماً ولم يبق على المشروع " يا بابا إلا 444 يوماً " ، و عندما يصرح أمين منطقة نجران " إن قيمة مشاريع هذا العام ستفوق 900مليون ريال " بعد أن كانت تمر الأعوام وهذه الميزانيات من أخطر الأسرار ، وعندما يُحمل الأمين أبناء المنطقة من موظفي الأمانة مسؤولية قيادة إدارات الأمانة في تشكيله الأخير بعد سنوات طويلة من الإبعاد والإقصاء بفعل فاعل وبعيداً عن حُسن النية . كل هذه ال " عندما " ، تشعرنا أن "الدب النجراني" قد بدأ يصحو من سباته العميق ، متثائباً ومتأهباً لتحريك جسمه الضخم ، يثقله الفساد المتراكم ، تحفزه الميزانيات الضخمة ، هي صحوة بدأنا نشعر بها بعد سنوات عجاف كانت فيها أمانة نجران في العسل تماماً ، المشاريع كانت مجمدة عكس أرصدة أُمنائها ، المصالح كانت معطلة عكس مصالح أهل دارها . بصيص أمل يوجب علينا أن نقول للأمين ولكل أمين في أمانة نجران ؛ نشعر بتحرككم الثقيل من آثار النوم العميق ، عقولنا وعيوننا تراقبكم ، تأملاتنا وطموحاتنا لا حد ولا سقف لها ، إن أحسنتم قلنا أحسنتم ، وإن " نعستم " كنا المنبه المزعج لكم ، و بعد عام إن شاء الله نتوقع أن تكون مشاريع وحدائق وشوارع نجران غير وفي 900مليون خير ، نُريدها صحوة أمانة دائمة لا سِنْة فيها ولا نوم يعتريها ، لا تتحكم بها أهواء ولا أشخاص ولا ظروف ، لأنها وبكل بساطة ( أمانة ) يا جماعة ... كاتب صحبفة نجران نيوز الالكترونية