وصف عدد من الشباب والفتيات خطة أمين جدة السابق بتطوير كورنيش جدة بال«مستحيلة»، معتبرين الخطة خيالية وغير واقعية، رافضين هذه الخطوة كونها بعيدة عن التنفيذ. فيما أوضحت الفتيات أن كورنيش جدة الحالي يفتقد إلى مقومات الحياة الطبيعية، وغير صالح للحركة والاسترخاء، مطالبات بإيجاد أماكن على الكورنيش مخصصة لممارسة رياضة المشي والتمتع بأجواء تسمح باللجوء إلى الكورنيش متى ما سمحت الظروف. وأشار الشباب إلى تجربة تطوير كورنيش مدينة الخبر التي عدوها ناجحة بكل المقاييس، موضحين أن كورنيش مدينتي الخبروالجبيل: «لأنهما وفرا للناس المكان المناسب لأنه محاط بالأعشاب التي أعطت له جمالية، إضافة إلى ممشى خاص على الكورنيش يمكن البعض من مزاولة رياضة المشي في أجواء مليئة بالمحافظة». وأكدوا أن طموحهم لا يتعدى موازاة كورنيش الخبر أو الجبيل أو قريبا منهما: «صبرنا طويلا، وانتظرنا لنرى الأفضل فلم نلحظ إلا سوءا في الخدمات وإزحام مشاريع الإصلاح لأماكن الجلوس، إضافة إلى أن التخطيط العشوائي يجعل أماكن الشباب مقاربة للعوائل، وتطوير الكورنيش بحسب فكر الأمين لن يأتي في ظل تنامي الجهل». غير صالح للمشي ويفضل الشاب البراء ريحان رياضة المشي بشكل يومي على كورنيش العروس، فأكثر ما يعيقه تواجد الناس في المكان، إذ يشعر بمضايقتهم عند مروره بجانبهم: «أعاني يوميا من عدم وجود مكان مريح يجعلني أستمتع برياضة المشي، صحيح أن هناك ممشى مجهزا غير أنه غير صالح للمشي المريح، كيف لي أن أسير في الممشى وأنا بعد كل قطعة أجد سيارة تسير من أمامي لتقطع سيري! فمثل هذا لا يسمى رياضة». كما ينزعج البراء من بعض الأماكن المخصصة لرياضة المشي، التي تفتقد إلى مقومات الراحة والاسترخاء. ويؤكد أنه بحاجة إلى ممشى مجهز بالكامل يمتد على طول كورنيش العروس، لا يقطعه مرور السيارات أو الدراجات: «هل جدة أقل من مدينة الخبر أو الدمام التي استطاعت أن تجهز لشبابها ممشى يمتد لثلاثة كيلو على الكورنيش يمكنهم من ممارسة رياضتهم المفضلة في أجواء مثالية، فنحن نطمح لهذه الأجواء ولا نريد أحلاما لن تتحقق». خطة ماتت وأشار محمد العمودي، 27 عاما، إلى أن الأمين السابق وضع خطة لتطوير كورنيش جدة، جازما أنها خطة تفوق الخيال: «للمرة الأولى أكتشف أن هناك خطة لتطوير الكورنيش بهذا الشكل، ولا أعتقد أبدا أن تتحقق هذه الخطة على أرض الواقع، إذا كنا على مستوى أمطار لا تمتد لأكثر من ساعة واحدة ولا نستطيع الالتفاف حول المدينة وصيانتها من الأضرار، فكيف سيقيمون مشروعا ضخما مثل الخطة التي وضعها الأمين السابق! باعتقادي أن الخطة زالت من الأذهان بذهاب الأمين». وأوضح العمودي أن كورنيش جدة الحالي بوضعه المزري يؤكد أنه لن يتطور إلى الأحسن مهما كانت الخطط أو الأفكار، «فكل ما نريده من أمانتنا توفير مساحات خضراء على امتداد الكورنيش وأماكن مخصصة للشباب بعيدة عن العوائل، وإيجاد ممشى لمن أراد ممارسة الرياضة». واعتبرت منى عليمي، 22 عاما، أن الخطة لم تكن في محلها، فهي عبارة عن تخيلات فقط لم ولن تطبق على أرض الواقع، «نشعر بالضيق من الجلوس داخل منازلنا، ما يشعرنا بالسعادة إذا لاحت لنا فكرة الخروج إلى البحر، وسرعان ما تخبو هذه الفرحة من المناظر التي نراها على الكورنيش، وهو بوضعه الحالي لا يسرنا، وتطوير الكورنيش كما هو في الخطة خطوة مستحيلة، فنتمنى من الأمانة الحل الوسط، وهو إيجاد مساحات نتحرك فيها بأريحية تامة، مع ضرورة التوسع في المكان ليشمل كافة المناشط التي يمكن القيام بها على أرض الكورنيش». وترى أن الكورنيش مساحة كافية لإقامة العديد من المناشط السياحية والترفيهية، غير أنهم لا يستفيدون منها لضيق المساحة وعدم نظافتها، وهذا الحال مؤسف حقا .