يغيب أُناس عنا ,,غياب مؤبد وقد تكون مرحلة جديدة لنا .. نبدأ بتقليب صفحات الماضي لنرى إحسانهم وعطائهم ومحبتهم وتفانيهم لنا,, ولكن كيف تكون الصدمة بمراجعتنا لذكرياتهم ,وكتاباتهم ,وصورهم ؟ تكون مؤلمة حيناً ,وقاتلةٌ أحياناً.. وتستمر حياتنا بدونهم راضين مطمئنين ,لكن ليتهم يعلمون كيف أن ظهورنا كُسرت بعدهم,وأعيُننا تشتاق لرؤيتهم ,وأن الحياة بدونهم عبارة عن قصف.. ومد ..وجزر..وخسف ..وكسف ... أصدقوني القول ياسادة... ماذا أهديتموهم هؤلاء الذين تلاشت رثاثهم في المقابر؟ كنت فقط أحاول تذكيركم بموتاكم فمنذ أن فقدت أُناس أعزاء على قلبي وأنا أسعى في الأرض لأرضائهم في مماتهم.. فالنقترب منهم أمواتاً و لِنسعد أرواحهم في ظُلمة القبور لأنها تأتيهم على أطباق ليفرحوا بالأجر... فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ ، َوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ) *الرسالة الثانية* .. كثُرَ المال ,وزادت الأثقال , وتعددت الأسفار في البر والبحار , وتطاول الناس في الغي والجور والظلم والبهتان فوق أرض الله.. والبعض يردد بمقولة "يأيها الأحياء تحت الأرض لقد مات الناس فوق الأرض" وكلنا نحمل من هذه الأحمال .. في صدورناالتي أثرت حتى في تعاملاتنا مع ممن يشاركوننا حياتنا! وأصبحت للأسف الأماكن تحدد سعادتنا وتعاستنا والزمان اصبح يدور بأهلة "على الباغي تدور الدوائر" وكأننا بهذا قد ضمنا دخول الجنة! رحمتك يا الله بهذه الأرواح يقول أبو الطيب المتنبي.. في الناس أَمثِلَةٌ تَدُورُ حَياتُها كَمَماتِها ومَماتُها كَحَياتِها *الرسالة الثالثة*.. بطاقة شكر.. شكراً لصديقاتي,وزميلاتي.. لأنهنَ قدمنَ لي أجمل وقفات في هذا العام ,وشعور مفعم بالحب والتضحية والإحترام تجاه كل واحدة منهن.. وكانت مساعينا لبعضنا البعض رغم أبتعاد المسافات بيننا من حارات, ومدن ,ودول... رغم إختلاف المذاهب والأفكار الدينية..إلا أنني أرى أنهنَ الأقرب لي من كل شيء.. شكراً لهنَ من أعماق قلبي على صدق مشاعرهنَ معي لأن إحساسي بالرضا كان نتاج لتقارب قلوبنا في مأسينا وأفراحنا فأشكر الله على تلك الصُدف الجميلة التي جعلت دروبنا واحدة,,فوق أرض واحدة وتحت سماء واحدة وأنا أرجوا الله أن يرزقهم من فضلة ونِعمة وتحقيق أمنياتهم.. يقول الإمام الشافعي: سلامٌ على الدنيا اذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا *الرسالة الرابعة*.. مازالت الحياة تسير بأهلها وهم في غفلة مما كسبت أيديهم منهم من يرى الصواب ويتمسك به.. ومنهم من يرى الخطأ ويصر عليه .. وفي كِلا الحالتين ينبض ذلك القلب بالحب والإيمان والإخلاص ولكن السؤال المهم لمن ياترى؟ وقد يكون الجواب مختبئ في تلك القلوب التي نتساير معها في حياتنا ومازلنا نحن الساكنين فوق الأرض مهما بلغت فينا القسوة فدواخلنا تحمل "روح النقاء والصفاء " ولكن السؤال المهم هُنا.. ماذا تبقى لنا من القسوة؟! وماذا تبقى لنا من الحب؟! وماذا تبقى لنا من الإنتقام؟! يقول الشاعر حامد زيد في ملذات الحياة : كلن يجود بنيته.. ولكل مؤمن مانوى الكره داء بلا دوى .. واصابعك ماهي سوى العين تتبع ما هوت.. والقلب يتبع ما هوى وأن قوّم الله القيامة.. نسأل الله الثبات بقلم الأستاذة /صباح الأسمري *كاتبة ومحررة في نجران نيوز*