الأحياء العشوائية في مداخل مدننا عبارة عن (برواز) مشوّه لصورة جميلة، يسيء إلى جمال المدينة، ويعطي انطباعاً سلبياً للقادم إليها. قلما تجد مدينة -ربما في العالم أجمع- لا تجد فيها هذه الصورة، لأن المتعارف عليه أن يتميز الوسط عن الأطراف، لوجود المراكز الكبيرة، والمصالح، والأسواق، والشوارع الفسيحة، والميادين الجميلة، والساحات التجارية والمسطحات الخضراء وغيرها. فلو أنك دخلت أياً من عواصم العالم، ستجد هذا المنظر، ليس فقط في الأطراف، ولكن أيضاً خلف الشوارع الرئيسة، فتجد واجهة الشارع الأمامية روعة في الجمال، ولكنك لو نظرت إلى خلف ذلك الشارع، لوجدت صورة مغايرة تماما. حتى وإن كانت هذه الحالة موجودة في كثير من المدن، إلا أنه ينبغي علينا تداركها، ينبغي أن تُدرس الحالة بعناية فائقة، ويُعالج الوضع القائم في المدن الحالية، ويُتدارك ذلك في المدن المستقبلية، خاصة ونحن سنحظى بمدن جديدة غاية في الجمال مثل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية على الساحل الغربي. قد يكون من الحلول تهذيب الأحياء العشوائية القائمة، وتحسين مداخل المدن، خصوصا ًعلى الطرق الدولية السريعة، فالزائر لا يدلف مباشرة إلى وسط المدينة، إذا لم يكن قادما عن طريق الجو، بل يدخل من أحد أطرافها، وكما يُقال “الانطباع الأول هو الذي يبقي في الذاكرة”، فلنطبع صورة جميلة في مخيلة القادم إلينا. متى نرى إطار الصورة وقد طُرّز بحلية تليق به؟ لكن قبلها متى تُنفّذ مشروعات البلد بأمانة؟ ومتى نتحمل الأمانة يا (أماناتنا)؟ خذوا من (اسمكم) بعضه! محمد آل سعد الشرق