ما الذي يجمع بين جميع مدننا و قرانا غير عشوائية تخطيطها وجمودها المعماري وملاحقة بناها التحتية لتوسعها بدلا من العكس؟! إنه وجه طرقها وشوارعها التي تبدو كما لو أنها أصيبت بمرض الجدري!! دلوني على شارع واحد لم يعد حفره بعد سفلتته وأتحادكم أن تجدوا شارعا واحدا، حتى بعد الحفر لا يدفنون حفرهم ويعيدون سفلتتها كما ينبغي، لذلك تمتلئ الشوارع بالحفر والتعرجات وتضاريس الهبوط والارتفاع وتجد سيارتك أشبه بماكينة نفض قشور البذور وهي تسير على هذه الطرقات كالأجهزة الهزازة التي تختبر كل صامولة في سيارتك!! و إذا كانت تجارة إطارات السيارات وورش الصيانة الأكثر ازدهارا وانتشارا عندنا فإن سر ذلك معروف، ولكن ما ليس معروفا هو لماذا تتساهل أمانات المدن وبلدياتها مع شركات المقاولات التي تنفذ أعمال الحفر في شوارعها فلا تلزمها بإعادتها دفنها وسفلتتها وفق المعايير والمواصفات الصحيحة بحيث لا تتحول إلى أودية وشعاب أسفلتية؟! والسؤال الأهم لماذا تعمل كل جهة كما لو أنها تمتلك الشارع فالكل يحفر والكل يدفن متى ما شاء دون أي تنسيق يجعل عملية مد الخدمات والبنى التحتية تتم في إطار موحد كما يحصل في المدن العالمية؟! عندما سألت يوما صديقا يعمل مسؤولا في إحدى الأمانات عن حال سفلتة الشوارع التي خلخلت عظامنا وفككت صواميل سياراتنا، أجاب مستظرفا: هذا لمساعدتكم على الهضم وتمسيج أبدانكم، قلت له: يا خف أسفلتكم ويا ثقل دمكم!!