برغم مرارتها وما نعانيه من تبعاتها إلا إن الحقيقة تبقى بكل هذه المرارة والتبعات أعذب بكثير من الوهم وما نتخيله خلاله من عذوبة وراحة بال . فالحقيقة رغم آلامها تجعلنا نعيد حساباتنا في كل تصرفاتنا وتعاملاتنا وبالتالي نعاود السير بخطى جديدة متسلحين بالثقة مبتعدين عن ذلك الكابوس الذي طالما كان عائقاً لكل ما هو جديد ويعيق ايضاً مسيرتنا ومن أسوأ تبعاته هي تلك الحالة التي نعيشها في زمن اللامبالاة متوهمين بفضل تلك الغشاوة الكاذبة أن كل شيء يسير على ما يرام . تعلمنا من الحياة أن الحقيقة هي الواقع الذي لابد أن نعيشه بكل آلامه ومرارته لأنها في الأخير ستكون منصفة ونتائجها ايجابية للجميع وهي الثقة والقوة التي ستساعدنا على خوض معترك الحياة .للأسف هناك من يعيش الوهم بكل لحظاته ولا يريد أن يخرج أو يستيقظ من هذا الكابوس الذي لن يستمر أبدا وسيأتي اليوم الذي يجد نفسه وحيداً . وعلى مستوى تعاملاتنا وعلاقاتنا مع بعض ففي الحقيقة والواقع الذي نعيشه نجد انه من الطبيعي أننا نحتاج جميعا من ينظر إلى مكامن الخطأ فينا ويشرحها لنا بواقعية لعلنا نقومها ونعيدها إلى الأفضل ( بدل الغيبة والنميمة ومحاولة البعض باستعادة مكانته المفقودة على حساب سمعة وكرامة الآخرين ) . غير ذلك سنكون كمن فقأ عينه بإبهامه الضخم ، وقلبه بسكين الألم دون أن يفكر ولو للحظة واحدة أن في الجرح دواء . فالحقيقة عندما تكون هي اللاعب الرئيسي في حياتنا وتعاملاتنا اليومية فمن المؤكد أن الوضع سيكون أفضل بكثير من الحياة والعصر الذي تحكمه الفوضى واللامبالاة . أتمنى أن لا يأتي اليوم الذي نشتاق فيه إلى نظرتنا الواهمة وأتمنى كذلك النجاح والتوفيق من الله سبحانه وتعالى في فرض الحقيقة بكل مرارتها ( أمنية شخصية من المؤكد أن الكثير يشاركني فيها ). مانع آل قريشة