أستحي وأتآكل حين أرى الهجمات البائسة التي تصل مادون خط المنتصف وتعود كهجمة مرتدة سريعة وتسكن الهدف الذي انطلقت منه الهجمة قبل (هنيهة) .. ما أود توضيحه وما أرمي إليه نحنُ من سيصنع دعائم مملكةٍ بأكملها ونحنُ من سيسبر دستورها كيفما نشاء ونحبذ . ونحنُ من سيركنُ حجرٍ فوق حجر , ولبنةٌ فوق لبنة حتى نصلُ بها إلى أعماق الفضاء الحلزوني ونشققه برؤوس تلك الإنشاءات العملاقة ونحنُ من سيجعل من الحائط الجدري شيئاً عظيماً ومذهل بفلسفاتنا وكلماتنا المنتقاة بإمعان , كذلك نجدنا قادرون على تشطيب عاصمة بأكملها وتنوير مدينة مترامية الأبعاد ولكن : (نجهل الأولويات) ..! نحنُ مجتمع نتحدث ونسهب بالضجيج ونساهم في ترصين مقومات حياتنا الافتراضية ونجتهد فنعالج حيثيات العقلية الآدمية من قعر المفكرة السطحية إلى مزارات العقول المقدسة ونحاول رصفها جيداً في واجهات الوطن الفكرية والثقافية تجاه العالم برمته .. جميل ما نفعل بحق الله فنحنُ نساهم بما نملكه من معطيات حبريه وقلميه وورقيه ومعتصرات فكريه تُنافح الحياة وجبروتها ( الاحتياجي ) .. ولكننا لا نعي إلى أي الطرقات نحنُ ماضون وإن علمنا ذلك فإننا نجهل الأولويات المفروضة التي لابد منها قبل كل شيء وبخصوص كل شيء ..! فقلمٌ صائح من هُنا وأخر من هُناك وكل قلمٍ يود معالجة أوصال المجتمع الواهنة فأحدهم يتوسل القطاعات المسئولة عن توفير الوظائف النسائية والأخر يُطالب بتوفير القروض العقارية فالأول يُطالب بالتخصصات العلياء بالجامعات النسائية للخروج بجيل نسائي ناهض مثقف أولاً ومن ثم يعول( أُسرته) لاحقاً كوننا بصدد الاحتياج وماهيته فنجده مسرف في الإلحاح والمطالبة بحق الشريحة الأنثوية ولكنه نسي أننا لا نزال في طور التثقيف الفكري للمجتمع ولازلنا في محاولات خجولة في تطهيره من العادات العرفية التي لم تستسيغ بعد فكرة المرأة العاملة في بعض القطاعات ( كالصحة – الخدمات المصرفية – الوزارات – الخدمات التعليمية أيضاً ) وغيرها الكثير والكثير .. فكيف بنا نصرخ في بوقٍ عظيم ونحنُ نفتقد الصوت الفكري المثقف الذي يساند النهضة الوطنية والعقول البشرية التي تتفهم أن المرأة كائن ( يعول – ويجوع - ويتألم – ويبكي – ويتمنى – ويشتهي ) كحال الكائن الأخر الذي يُطلق عليه مسمى (رجل) والذي هو صاحب لتلك العادات العرفية الجدية التي تُقصي حقوق الجنس الأنثوي الذي نحنُ الرجال نتاج (خصوبته) الرحمية ..! أما الأمر الأخر فلا نطالب سعادة الرئيس الفخري بتنزيل قروض عقارية لإنشاء منازل تأوينا ونحنُ لم نمتلك قطعة أرض بعد كي يتسنى لنا( البناء) على عرضها وننتمي للوطن حقاً .. فهُنا لابد من ردع شفهي لمسببي الخلل بالأولويات أضعه بين علامتيِ تنصيص يتوجب أن لا يتجاهلوه وأن يعملوا به فيما تعرج به أقلامهم التي تحاول قطف الزهرة من بين الأشواك المدهونة رؤوسها بسم شجرة اليوباس السامة .. ولكن كان خليقاً بالقاطف إقتصاص الشوك أولاً ليتسنى له الإقتطاف .. بمنظوري الشخصي أنه يعوزنا وضع عناوين لحياتنا وندون من أسفلها عدة بنود رئيسية ويتفرع على كل بند عدة نقاط وينتهي الأمر أخيراً بحلول إيجابية منصفة لا تستبق النقطة نقطةٌ إخرى , ولا نفعل كما فعل أٌقوام في السلف بزفتهم لابن الملك الصغير كونه( سينصّب) ملكاً من بعد والده وهو لازال في بطن والدته الملكة – حتى تمخضت به أخيراً والذي هو (بنت) وليس كما زعموا في تنبؤاتهم رجل..! سالم راجح ال قراد كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية