ذات الصوت الذي يدعونا لمقاطعة بندة لأنها أعطت وظيفة للمرأة، هو ذات الصوت الذي دعانا من قبل لمقاطعة روسيا والصين والدنمارك وأمريكا وبريطانيا وهولندا وجزر الأنتيل. هائل ومخيف أن تصبح لقمة عيش المرأة هنا توازي قضية فلسطين. تصبح الجرأة على توظيفها مثل غزو أفغانستان أو تحرير مسلمي البلقان. مخجل جداً أن تتقاطع ذات الجمل: تصبح المرأة مثل فلسطين، ويصبح المحل التجاري مثل الدنمارك أو ولاية (مين). سنشتري من بندة لآلاف الأسباب: أولاً، لأننا لا نذهب للأسواق من أجل النساء، ولأن النساء من قبل ومن بعد يملأن الأسواق فما هو المثير الجديد؟ ثانياً، لأن النساء يملأن كل مكان: هن في الشوارع والمشافي والمطاعم والملاهي والمحاضرات والقاعات وأفنية الفنادق فما هو المثير الجديد؟ هن بالآلاف في هذه اللحظة، وكل لحظة أمام الكاشير يفتحن حقائبهن ويمددن أيديهن بالنقود ويتفحصن كل بضاعة وكل ما في الأمر مجرد تبادل أدوار فما هو المثير الجديد؟ ثالثاً، لأن عقولنا أرفع وأسمى وأنبل، وهكذا يجب أن تكون، من أن ننظر لأخواتنا وكأنهن مجرد جريمة متحركة، أو جانحة لم تجد مكاناً للاستعراض والإغراء إلا على طاولة كاشير: هن يعملن تحت الأضواء وبذات اللباس الذي تدخل به كل امرأة إلى السوق فما هو المثير الجديد؟ سنشتري من بندة لأننا نؤمن أن المرأة لم تعمل لثماني ساعات من أجل انتظار شبهة وسنشتري من بندة لأننا ندرك أن كل أخت ذهبت لتعمل، فعملت من أجل الحاجة. من أجل قوام بيت وأسرة ومن كان في شك فليأت معي هذا المساء لعشرات الحالات اللواتي يتوسلن رائحة المال الشريف من أجل كفاف أم أو مساعدة أب أو شراكة زوج. من كان يعارضني فليكشف بكل شجاعة عن حسابه البنكي وليذكر لنا كيف تدبر أمر بناته بشفعة أو جاه. سنشتري من بندة لأننا على الفطرة التي تنظر لكل امرأة محتشمة مسلمة على أنها نقية بريئة طاهرة تقية محتسبة مجاهدة من أجل الكفاف ومثابرة من أجل حياة كريمة. سنشتري منهن لأننا نعرف أن للتبرج والسفور والخطأ ألف منفذ ليس بينها أن تبيع الحرَّة في السوق تحت الضوء والعين والبصر. علي سعد الموسى صحيفة الوطن