قسرا طوعتها بعد أن تجادلنا طويلا حول من يكسب الرهان، نطقت بما يجيش في الخاطر وما يشغل البسطاء لكن أحيانا نتنحى ويكون الصمت أبلغ من الكلام أحيانا !!! مقولة ليست صائبة في كل الأحوال وخصوصا إذا تقاطعت مع القول المأثور وقيل إنه ليس بحديث صحيح «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، فهل الشياطين كثر في عهدنا وهل نحن منهم ؟؟!! لأننا نصمت عن قول الحق واستنكار الباطل حتى في أنفسنا، من يعترف على نفسه !! ليست مثالية بل البعض اتخذ منها طريقا للتوبة والتراجع عن ذنوب، عيوب، حقوق ضعفاء أوصلته إلى القمة وبعد أن استقر مكانه أعلن التوبة !! قد يتساءل البعض ما علاقة هذا الكلام بعنوان المقال !! نحتاج أحيانا أن نعبث بالحروف فربما استطعنا الولوج إلى عوالم تحميها مئات الأقلام ويصفق لها أضعاف الرقم، يقال إنهم محظوظون لديهم حصانة يدخلون ويخرجون دون أن يصادر شيء منهم أو لهم ولو حصل ذلك عن طريق الخطأ فسيل من الاعتذارات والوعود بتصحيح اللبس غير المقصود من شخص أو أكثر يجهلون أبجديات التعامل مع هكذا نجوم. كثرت نجومنا وأقمارنا وضعنا بين المحاق، والهلال، والبدر، فالأوجه تتشابه، الفارق فقط في نوعية الجمهور إما متعطش للعويل والصراخ أو لهز الجسد بطريقة هستيرية أو قراءة الجملة من نهايتها «بالمقلوب»، هل هو زمن انقلاب الذائقة وتلاشي روائع الفن والأدب ؟؟ أم هي فسحة من أمل جاءت بعد طول انتظار ليدخل إبداع الكبار مصافحا وطنا غادره حبرا، ورقا، أشكال حروف، وبقي روحا يعبر الأزقة ويعطر الأفئدة شجنا، وألما، وحنينا كبر في أديبنا الرائع غازي القصيبي فترجمه شعرا ونثرا وجاب الأصقاع ليحط الرحال أخيرا في وطن أحبه غازي وأخلص له. والوطن كريم مع أبنائه وها هو يحتضن غازي القصيبي في كل حالاته ولن يكون بإرادة الله إلا معافى وهو يرى شيئا منه وقد قرب أكثر، بات في متناول الجميع ودون قيود، وإذا كنا نحتفي بأدب غازي القصيبي فلنا أمل لا يخيب أن تعانق المسارح من جديد فيروز تلك الأرزة الحرة التي حملت وطنها بين ضلوعها حتى وناره تلهب من يقترب ولكنها لم تهجره، وغنت له في زمن الفجائع «بحبك يالبنان ياوطني» جميل هذا العشق الذي يصل حد الألم وأنت تتعاطاها بكل هذا الكم وهناك من يعمل على التشكيك في مصداقيته أو يجعل منه إرثا يقبل القسمة أو المتاجرة لذا أقول قساة من يتآمرون لاغتيال الإبداع أو المتاجرة به؛ لأنها مشاعر إنسانية إن ماتت فينا مات الجمال وأقفرت الدنيا إلا من جوع وعطش وغرائز، نبحث عن إشباعها كيفما استطعنا ذلك فدعونا نحارب بالإبداع جحافل الطمع والجشع كما فعل غازي وهو يقول. أرجع في الليل أحمل في صدري جراح النهار يثقلني ظلي وتكتسي روحي ثياب الغبار حاربت بالشعر في عالم لا يفهم الشعرا غنيت للطهر في عالم يغتصب الطهرا فاطمة ال تيسان جريدة عكاظ