لا تزال الأصوات المحتسبة تزور معرض الكتاب بين الفينة والأخرى وتتصادم مع الزوار في مشهد يبتعد كثيراً عن الثقافة ومفهوم محاورة الآخر بالحكمة والموعظة الحسنة ، متسببن في إشاعة جو غريب تسوده نظرة الاحتساب بشكل يبعد كثيرا عن المنطقية والمحاورة بالتي هي أحسن. ويبدو أن الأحداث السابقة لم تعلم منها أصحابها فتجاوزوا كل الأعراف بالتدخل السافر في أذواق الزائرين ومنعهم مثلا من اقتناء كتاب وحضهم على آخر ، بل تجاوز الأمر أحيانا، إلى التطاول بألفاظ نابية عن على وزير الثقافة والإعلام الذي وللمرة الثانية استقبل هذه الألفاظ بكل هدوء ودعا في رحابة صدر مخالفيه في الرأي إلى التحاور بالكلمة الحسنة . مشهد التطاول والولوغ في رغبات الأخرين، نتمنى أن لا يتكرر في الأيام القليلة المتبقية من عمر هذا المعرض الذي يشكل تظاهرة ثقافية في ساكن حياتنا، و الذي تفصلنا أيام قلائل عن نهايته، خاصة واننا إن لم نستصحب كل هذه الفوائد الجمة التي تعود على المواطن من الكتاب وهو خير الجليس في الزمان، اقلها، مراعاة حجم الرعاية التي يحظى بها من لدن خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله . يذكر أن معرض الكتاب افتتحه معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه ، الثلاثاء 26 ربيع الثاني من العام 1432 ه ويستمر لمدة أحد عشر يوماً بمركز الرياض الدولي للكتاب .