في عام 1933م استأجر المعلم أحمد الحكيم كشكاً من البلدية بإيجار شهري قدره 240 قرشا ونشر بضاعته من الكتب على جزء من سور الأزبكية في قاهرة المعز، وهكذا ولدت مكتبات سور الأزبكية، وعلى مر الأيام ازدادت المكتبات ويبلغ عددها اليوم أكثر من أربعين مكتبة، وهي من أشهر أسواق الكتب في القاهرة يرتادها كثير من زوار المدينة لاقتناء أمهات الكتب القديمة والنادرة والكتب الرخيصة الثمن وذلك لأنها second hand كتب مستعملة بل إن معرض الكتاب في القاهرة يجعل لهذه المكتبات جزءاً مخصصاً. وخلال 80 عاماً أثبتت تلك المكتبات قوتها وتماسكها ونماءها واهتمام الناس بها بلا توتر، ونحن من خلال معارض الكتاب التي أقيمت والتي لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة نرى خلال كل معرض هرجاً ومرجاً وأخذاً ورداً وكأننا في كل أمورنا لدينا مشاكل في الرأي والرأي الآخر؛ هنا إلحاد وهناك زندقة وأخرى تطرف وإرهاب هنا ترمى الكرة على المحتسبين وأخرى ترمى على الليبرالين وهكذا بلا حل ولا وسطية تؤخذ. معرض الكتاب أنا ضد أن ينشر به إلحاد كما فنّده ووضحه بعض أهل العلم من بعض القصائد والكتب كما قالوا، ولكني ضد أن يجعل معرض الكتاب يوماً للنساء وآخر للرجال، والسبب كيف يبيع لنسائنا رجل إن كان المانع هو الاختلاط؟ أو لماذا لا أذهب بنزهة فكرية أدبية مع عائلتي لأشتري لهم كتاباً وأعلمهم عادة جميلة هي القراءة, أو لسنا أمة (اقرأ) وأول كلمة نزلت على الحبيب المصطفى عليه السلام هي «اقرأ» إذاً لماذا المطالبة بالمنع من العائلات للذهاب ونفس تلك العوائل ممكن أن تخرج من معرض الكتاب لتذهب للسوق ولا تجد مانعاً أو ممانعاً. باعتقادي أننا خطونا للأمام في معرض الكتاب وبودي أن يكون معرض الكتاب في السنوات القادمة ينتقل لثلاث محطات هي الرياض ثم جدة فالشرقية مثلا وهكذا. نهاية: خير مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب