دعا نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام، الرئيس بشار الأسد إلى الرحيل وترك منصبه، محذرًا إياه من مصير كمصير العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. وفيما أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس أن بلاده قد تتخذ قرارًا بالتنسيق مع الأسرة الدولية لإقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا في حال واجهت تدفقًا كثيفًا للاجئين الفارين. دعت موسكو إلى الكف عن توجيه «إنذارات» إلى دمشق بعد إقرار وزراء الخارجية العرب عقوبات على دمشق ومطالبة واشنطن والاتحاد الأوروبي بوقف العنف فورًا في هذا البلد. ورأى نائب الرئيس السوري السابق أن الأسد يطابق في صفاته صفات الزعيم الليبي السابق من حيث التصرفات والظروف المحيطة به حاليًا. وأكد خدام في حوار مع شبكة CNN أن الثورة الحالية في سوريا ليست طائفية، بل هي ثورة ضد النظام. وأضاف: «هذه الثورة ليست ثورة ضد الطائفة العلوية، بل ضد الأسرة الحاكمة وجرائمها ونظامها المستبد والفاسد. فالمسؤول عن جميع جرائم بشار الأسد هم أولئك الذين شاركوا في التخطيط وإعطاء الأوامر بالتنفيذ». وحول ما إذا كان السيناريو الليبي سيتكرر في سوريا، قال خدام: «قد يكون سيناريو ليبيا هو السيناريو الأخير. وأنا شخصيًا أتمنى أن يتدخل المجتمع الدولي عسكريًا وينهي المشكلة الحالية، لأن إنهاءها يوفر الخسائر والدمار في البلاد، ويساعد على تحقيق الاستقرار الشامل في المنطقة». وكان خدام قد أعلن انشقاقه نهاية عام 2005، بعد تدهور علاقته بالرئيس السوري بشار الأسد، ودعواته المستمرة للتغيير السلمي. وحول معرفته بطبيعة بشار الأسد، قال خدام: «حاولت مساعدته حين تولى الرئاسة، لكن مشكلته تكمن في أنه يسمع الكثير ويغير وجهة نظره أكثر. فإذا طرحت له موضوعًا في الصباح، يمكن لأي زائر في المساء أن يغير له قناعاته.. بشار شخص متردد وانفعالي». ويؤكد خدام أن بشار الأسد هو من يعطي الأوامر بالقتل، فهناك مجموعة من أقربائه وأجهزة الأمن التي تشير عليه، ولكن صاحب القرار في النهاية هو بشار الأسد، على حد قول خدام. إلى ذلك أعلن وزير الخارجية التركي أن بلاده قد تتخذ قرارًا بالتنسيق مع الأسرة الدولية لإقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا في حال واجهت تدفقًا كثيفًا للاجئين الفارين. وقال أوغلو متحدثًا لشبكة 24 الخاصة ردًا على سؤال عن احتمال إقامة منطقة عازلة «ندرس جميع السيناريوهات (...) وفي حال فر آلاف الأشخاص إلى حدودنا، فسوف يختلف الوضع. وقد تتخذ إجراءات بالتنسيق مع الأسرة الدولية». وشدد الوزير التركي مرة جديدة على معارضة تركيا للخيار العسكري ضد سوريا، مؤكدًا في الوقت نفسه أن «الإدارة السورية لا يمكنها الاستمرار إن لم تهادن شعبها». من جهته، قال وزير آخر إن تركيا ستباشر علاقاتها التجارية مع منطقة الشرق الأوسط عبر العراق في حالة تدهور العنف في سوريا. وأدلى وزير النقل التركي بينالي يلدريم بهذه التصريحات بعد أن فرضت الجامعة العربية عقوبات على دمشق بسبب هذا القمع الذي سقط فيه أكثر من 3500 قتيل خلال ثمانية أشهر طبقًا لإحصاءات الأممالمتحدة. ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن يلدريم قوله إن أنقرة ستفتح بوابات حدودية جديدة مع العراق إذا لزم الأمر. من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة أمس أن 16 مدنيًا قتلوا الاثنين في سوريا، بينهم 11 في محافظة حمص (وسط)، برصاص قوات الأمن والجيش خلال قمعها الحركة الاحتجاجية المطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد. وكانت حصيلة سابقة أوردها المرصد تحدثت عن تسعة قتلى مدنيين.