قال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي خلال زيارته ليبيا أمس، إن طهران «مستعدة لمواجهة الأسوأ»، محذرا واشنطن من مغبة وضع نفسها على «مسار تصادمي» مع بلاده، وانتقد دور الحلف الأطلسي في ليبيا، لكنه في الوقت نفسه أكد ان بلاده تدعم الثورة الليبية منذ انطلاقها، فيما أعلن الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن إن الحلف لا ينوي التدخل في ايران ويدعم التوصل إلى حل دبلوماسي للخلاف حول الملف النووي. وعلى هامش مؤتمر صحافي في مدينة بنغازي الليبية، قال صالحي ردا على انباء بان واشنطن تصعد خططها لشن ضربة ضد ايران بسبب برنامجها النووي، ان «الولاياتالمتحدة فقدت مع الاسف الحكمة والتعقل في التعامل مع القضايا الدولية واصبحت تعتمد على القوة فقط». واضاف ان الاميركيين «فقدوا المنطق. نحن مستعدون للاسوأ لكننا نامل في ان يفكروا مرتين قبل ان يضعوا انفسهم على مسار تصادمي مع ايران». وفي وقت سابق قال صالحي في مؤتمر صحافي مشترك ردا على سؤال حول الضربات العسكرية التي شنها حلف الاطلسي لدعم الثوار الليبيين، ان «الحلف الاطلسي لم يأت للمساعدة من دون سبب... لقد ارتكبوا اخطاء. والرئيس الايراني (محمود احمدي نجاد) انتقد تلك الاخطاء». الا ان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل قال ان قوات الزعيم الليبي السابق معمر القذافي حاولت قتل الشعب الليبي في 19 اذار الماضي. واكد انه لولا حلف الاطلسي لارتكبت قوات القذافي «مجزرة»، مؤكدا ان الثوار هم من حققوا النصر على الارض، ولكن «يجب ان لا ننسى» ان الضربات الجوية التي شنها التحالف دعمت وساعدت الليبيين. وبشأن مصير الإمام موسى الصدر المولود في ايران، قال عبد الجليل ان احدى اولويات الحكومة الجديدة هي التحقيق في ما فعله القذافي للشعب الليبي والناس من مختلف البلدان واكد انه عند انتهاء التحقيق، فان ليبيا ستقدم التفاصيل للحكومتين الايرانية واللبنانية. وقال عبد الجليل للصحافيين انه لم يناقش مع صالحي مسألة سوريا. وتدعم ليبيا المعارضة السورية في الخارج، بينما تدعم ايران نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال عبد الجليل ان «كل بلد له الحق في الجهة التي يؤيدها». وخلال لقائه مساعد عبد الجليل عبد الحفيظ غوقة، قال صالحي في طرابلس إن «الهدف من زيارته لليبيا هو تقديم التهاني للشعب الثوري والمسلم في هذا البلد وتعزيز العلاقات بين طهرانوطرابلس». واضاف «ان ليبيا شهدت تظاهرات في 17 شباط 2006 احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول في الدنمارك وقد استشهد فيها 14 شخصا من هذا الشعب الثوري وفي 17 شباط 2011 انتفض الشعب الليبي مرة اخرى احياء لذلك اليوم الخالد ما شكل البداية الجادة للثورة في هذا البلد» . واشار الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية «كانت منذ البداية تقف الى جانب ثورة الشعب الليبي». واعرب عن استعداد ايران ل«نقل تجاربها الى الشعب والمسؤولين في ليبيا من دون اي توقعات». واكد «استعداد ايران لانشاء مستشفى لمعالجة المعوقين والاستفادة من كافة امكاناتها لمعالجة جرحى هذا البلد الثوري والمسلم» . من جهته، قال راسموسن في بروكسل «اؤكد ان الحلف الاطلسي ليس له اية نية في التدخل في ايران، والحلف ليس ضالعا في اي تحالف يتعلق بالمسألة الايرانية». واضاف «نحن ندعم مسار الجهود الدولية التي تسعى الى التوصل الى حلول سياسية ودبلوماسية للمشكلة الايرانية»، داعيا ايران الى تطبيق قرارات مجلس الامن المطالبة بوقف النشاطات النووية. وأضاف راسموسن انه يتعين ان تلعب ليبيا «دورا مسؤولا في المنطقة.. ويشمل ذلك منع انتشار الأسلحة في انحاء شمال أفريقيا.. ولا بد أن يكون للدول المجاورة دور أيضا». وأشار إلى أنه نظرا لمواصلة الأممالمتحدة حظر الأسلحة الذي تفرضه على ليبيا، فإن الآن «مسؤولية الدول» تطبيق ذلك، نظرا لانتهاء عمليات حلف الاطلسي في ليبيا. وقال «إنها مسؤولية كافة أعضاء الأممالمتحدة لفرض حظر على الأسلحة». وأضاف «أنه بناء على طلب السلطات الجديدة في ليبيا فإنه سيكون ممكنا بالطبع لحلفاء الناتو مساعدة السلطات الجديدة في ليبيا». وتابع راسموسن قائلا إن الناتو لا يملك «معلومات دقيقة»عن تهريب الأسلحة في المنطقة. واعتبر راسموسن إن مهمة توحيد الميليشيات المختلفة تحت قيادة وسيطرة مشتركة هي «واحدة من أكبر التحديات» التي تواجه الحكومة الانتقالية الليبية. وقال «رغم كافة التحديات ، فإن هذا وقت الحل الأمثل». وأضاف «لقد امتلك الشعب الليبي بلاده في يديه. ولديهم فرصة لجعل المستقبل أفضل من الماضي». («السفير»، أ ف ب، رويترز، د ب أ)