أطاحت ثورات بما يعرف بالربيع العربي بثلاثة زعماء عرب حتى الآن ولا تزال نسائم الربيع العربي حتى يومنا هذا تلفح أوجه زعماء آخرين ربما نشاهدهم في الأيام القليلة القادمة جزءاً من نتاج هذا الربيع الساحق . ووفقاً لما تابعه الجميع من خلال كافة قنوات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء فقد كانت شرارة الربيع العربي من تونس وعلى إثرها سقط بن علي وهرب إلى غير رجعة ، ثم استشاطت نسائم الربيع العربي غضباً في اتجاه قاهرة المعز ليكون رئيسها حسني مبارك وكافة زمرته إلى سجن ومحاكمات تتجدد في كل يوم ، وأخيراً كانت نسائم الربيع العربي أكثر ضراوة في ليبيا وأشتد حربها مع الزعيم الليبي معمر القذافي وكان مصيره القتل بأيدي أبناء شعبه الثوار الذي وصفهم بالجرذان إلا أنه وجد مصير الجرذان بنفسه أخيراً بعد ضربات جوية أسقطته أسيراً في أيدي الثوار الذين لم يفكروا حينها سوى بالانتقام منه فكان مصيره القتل وعددٌ من اتباعه وأعوانه .
وتشير تقارير صحافية بأن ثورات الربيع العربي حتى الآن أطاحت بأكثر من 230 مليار دولار كانت حبيسة أدارج زعماء عرب أسقطوا بفضل نسائم الربيع العربي ، حيث تشير التقارير الصحفية إلى أن الرئيس التونسي بن علي كان في رصيده 30 مليار دولار وكذلك الرئيس حسني مبارك 70 مليار دولار وأخيراً ظل العقيد القذافي محتفظاً لآخر لحظة في عمره بأكثر من 130 مليار دولار ليكون مجموع ما تم توفيره من هذه الثورات العربية للشعوب حتى الآن ما يعادل 230 مليار دولار .
ويبدوا أن نسائم الربيع العربي تستمر أكثر ضراوة لتتحول إلى عواصف دموية في سوريا واليمن حيث لا تزال هاتين الدولتين في عنادها ومحاولة كسر ولي أعناق المتظاهرين خشية أن يكون مصيرهم نفس مصير سابقيهم من الزعماء الذين أطاحت بهم شعوبهم ، فآلة القتل منذ أكثر من ثمانية أشهر لا تزال تطحن المتظاهرين السوريين حتى خلفت اكثر من 3500 قتل حتى هذه اللحظة دون وجود بوارق أمل برحيل الرئيس الأسد أو تدخل من أي جهة خارجية أممية كانت أو عربية ، في حين لا يزال الرئيس اليمني علي صالح يتظاهر أمام معارضي حكمه بالتنحي وترك السلطة منذ أواخر العام 2006 م ولكنه يبدو أنه لم يستوعب الدرس جيداً وسيكون مصيره مأساوياً هو الآخر بعد أن نجا من هجوم منذ أكثر من اربعة أشهر ولكن العناد هو عنوان ثورات سوريا واليمن؟