أفاد نشطاء سوريون أن ثلاثين شخصا على الأقل قتلوا وجرح العشرات برصاص الأمن في جمعة "النصر لشامنا ويمننا"، وهي جمعة عمت فيها المظاهرات أغلب المدن السورية وشهدت اقتحام مدينة الرستن بحمص ب250 دبابة وآلية مدرعة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبحسب النشطاء فإن 11 شخصا قتلوا في قرية كفرزيتا بريف حماة وحدها، أثناء اشتباكات بين الجيش والأمن من جهة وعناصر منشقة عن الجيش من جهة أخرى. وذكر النشطاء أن خمسة منهم مدنيون.
وقتل سبعة مدنيين بعد صلاة الجمعة في مظاهرات وعمليات اقتحام بمحافظة حمص.
وخرجت مظاهرات حاشدة في درعا ودير الزور والقامشلي وعدد من أحياء دمشق وإدلب، ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بحظر الطيران وهتفوا للرستن ومدن سوريا المحاصرة ونادوا بإسقاط النظام.
وفي مظاهرة مشتركة بين سكان حيي المزة وكفر سوسةبدمشق طالب المتظاهرون بنصرة المدن السورية التي تتعرض للعنف من قبل النظام.
حصار المساجد وذكر ناشط لوكالة الأنباء الألمانية أن القوات السورية حاصرت المساجد في مدينة اللاذقية الساحلية لمنع المصلين من الخروج في مسيرات احتجاجية طلبا للحرية.
ونُشرت على الإنترنت صور لمظاهرة في حلفايا بحماة هتف المتظاهرون فيها بإسقاط النظام.
وفي وقت سابق بث ناشطون سوريون على الإنترنت صورا، قالوا إنها لمظاهرة انطلقت صباح الجمعة في مدينة دوما بريف دمشق.
أغلب المدن السورية شهدت اليوم مظاهرات مطالبة برحيل النظام عملية الرستن وفي هذه الأثناء قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "قوات الجيش السوري مدعومة بأكثر من 250 دبابة وآلية عسكرية مدرعة اقتحمت الجمعة مدينة الرستن، وسط استمرار الاشتباكات مع العناصر المنشقة عن الجيش منذ أربعة أيام".
من ناحيته واصل التلفزيون السوري بث اتصلات هاتفية لمراسليه تؤكد أن الحياة طبيعية في حماة وأنه لا توجد فيها مظاهرات أو إطلاق نار.
كما نفى التلفزيون وجود أي تجمعات أو إطلاق نار في دير الزور أو أن دبابات دخلت إلى القورية أو أن الأمن يحاصر جوامع في القابون.
وذكر ناشطون في وقت سابق اليوم أن طائرات حربية سورية أغارت على مدينة الرستن فهدمت عدة منازل.
وتتعرض الرستن بمحافظة حمص شمال العاصمة دمشق إلى هجوم شامل من قوات الأمن السورية، بهدف استعادة السيطرة على المنطقة من جنود منشقين عن الجيش السوري.
وفي اتصال سابق مع الجزيرة، قال أحد الضباط المنشقين عن الجيش السوري ويدعى محمد تيسير يونسو، إن مدينة الرستن "تتعرض لحرب شاملة" تستخدم فيها المدفعية الثقيلة والطيران الحربي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ضابطا برتبة عميد هو برهان حميش اغتيل الليلة أمام منزله بعد رفضه الخروج إلى منطقة الرستن عند توجيه أوامر له بذلك.
جنديان قالت الحكومة السورية إن "مسلحين" قتلوهما (رويترز) قتلى من الجنود في المقابل ذكرت وكالة الأنباء السورية أن سبعة جنود قتلوا وجرح 32 من بينهم سبعة ضباط في عملية عسكرية ضد من وصفتهم بالإرهابيين في الرستن.
يجدر بالذكر أن ناشطين في الثورتين السورية واليمنية اتفقوا على أن يجعلوا عنوان هذه الجمعة واحدا في كلا البلدين، مستلهمين هذا الاسم من دعاء النبي عليه السلام: "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا"، في إشارة منهم إلى وحدة الطموح العربي بالتحرر، ومشروعية وعدالة قضاياهم التي ثاروا لأجلها.
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/آذار حركة احتجاجية غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وقد أسفر التدخل الأمني ضد هذه الاحتجاجات عن أكثر من 2700 قتيل بحسب الأممالمتحدة.
من ناحية اخرى، هدد وزير الاقتصاد التركي ظافر شاغاليان اليوم الجمعة بأن بلاده سترد بالمثل في حال قررت سوريا مقاطعة البضائع التركية. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن شاغاليان قوله "في حال فرضت سوريا حظراً على السلع التركية، فإن تركيا سترد بالمثل وتفرض حظراً على المنتجات السورية"، وأضاف "آمل بأن يتأكدوا من تصحيح هذا الخطأ في أقرب وقت ممكن". وأضاف أن حجم الواردات السورية تتراوح بين 700 و800 مليون دولار، معتبراً أن "هذا القرار سيكون له تأثير أكبر على الاقتصاد السوري منه على اقتصاد تركيا أو أي بلد آخر". وقال إنه لا يوجد أي بلد في العالم يدير اقتصاد من دون واردات. وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن سوريا قررت إيقاف استيراد كافة السلع والمنتجات من تركيا اعتبارًا من 25 سبتمبر الجاري، على أثر التوتر السياسي بين البلدين. المصدر: الجزيرة - وكالات - مواقع اخبارية الكترونية