أعلنت الشرطة الافغانية ان برهان الدين رباني الرئيس الافغاني الاسبق الذي يقود جهود السلام في افغانستان قتل أمس عندما فجر انتحاري من حركة طالبان عبوة ناسفة كان يخبئها في عمامته. وفجر الانتحاري العبوة الناسفة اثناء اجتماع في منزل رباني الذي تم تعيينه العام الماضي رئيسا للمجلس الاعلى للسلام الذي كلفه الرئيس الافغاني حميد كرزاي التفاوض مع طالبان. ويعد مقتل رباني اكبر عملية اغتيال لشخصية بارزة منذ الغزو الذي شنه التحالف الذي قادته الولاياتالمتحدة للاطاحة بنظام طالبان في اواخر 2011، وبعد اقل من شهرين على مقتل شقيق الرئيس الافغاني احمد والي كرزاي. وكان المهاجمون وصلوا الى منزل رباني مع محمد معصوم ستانكزاي، نائب رباني، لعقد اجتماع قبل ان يفجر الانتحاري العبوة الناسفة، طبقا لاحد المصادر، وسط تضارب الانباء حول الحادث، وقال فاضل كريم ايماق عضو المجلس الاعلى للسلام ان الرجال جاؤوا يحملون «رسائل خاصة» من طالبان وكانوا «من الموثوقين جدا»، وقال رئيس التحقيقات الجنائية في كابول محمد زاهر ان «رجلين كانا يتفاوضان مع رباني باسم طالبان هذا المساء، وخبأ احدهما المتفجرات في عمامته»، واضاف ان الرجل «اقترب من رباني وفجر العبوة الناسفة. واستشهد رباني واصيب اربعة اخرون من بينهم معصوم ستانكازاي» نائب رباني. ووقع التفجير بالقرب من السفارة الاميركية في كابول. ويعد ث اني هجوم خلال اسبوع يقع في المنطقة الدبلوماسية التي يفترض انها مؤمنة. ودفع التفجير بالرئيس الافغاني الى اختصار زيارته الى الولاياتالمتحدة، بحسب ما افاد المتحدث باسمه. الا انه التقى بالرئيس الاميركي باراك اوباما في نيويورك بعد ساعات من اغتيال رباني. وفي رد فعل على الهجوم قال كرزاي ان الهجوم لن يجعل الافغان يحيدون عن «طريقهم» نحو السلام. وقال ان رباني «هو وطني افغاني ضحى بحياته»، وأكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان خسارة رباني «ماساوية» الا انها لن تغير مسعى الافغان الى الحرية، ودان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «هذا العمل الارهابي الجبان» بحق «رجل سلام كان يعمل بعزم لتحقيق المصالحة بين الافغان». وجاء في بيان من السفارة الاميركية في كابول ان «مثل هذا الهجوم الجبان لن يؤدي الا الى تقوية عزيمتنا للعمل مع الحكومة والشعب الافغاني لانهاء التمرد والوصول الى افغانستان سلمية ومزدهرة». وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان اغتيال رباني لن يضر بمساعي افغانستان لتحقيق السلام والمصالحة، واضاف ان رباني «عمل دون كلل أو ملل من اجل السلام ومستقبل افضل لافغانستان، ونحن واثقون بان هذا لن يقلل مطلقا من تصميم حكومة افغانستان على مواصلة العمل من اجل السلام والمصالحة». وقال مراسل شهود أن سيارة اسعاف وصلت الى مكان الانفجار واغلقت الشرطة الطرق المحيطة به، وأضافوا أنهم سمعوا اصوات الحراس يصرخون طلبا لعربة اسعاف لنقل نائب رباني. وصرح سياسيان مقربان من رباني قبل تاكيد الشرطة «نعم، لقد توفي»، وسط بكائهما اثناء مكالمة هاتفية.