على إثر تجدد المواجهات بين الجيش السوداني والمتمردين في المناطق الحدودية في جنوب البلاد، أعلنت الأممالمتحدة عن قلقها البالغ جراء هذه التطورات، وأنباء عن توقيف سبعة من قيادات الحركة الشعبية شمال السودان من قبل السلطات. قالت وكالة السودان للأنباء يوم السبت أن 17 شخصا قتلوا في اشتباك بين الجيش السوداني ومتمردين متحالفين مع جنوب السودان في ولاية سودانية على الحدود مع الجنوب الذي استقل حديثا. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن ما يصل إلى ثلاثة آلاف شخص فروا من الاشتباكات المسلحة في المنطقة ودعت الى وقف فوري للقتال لمنع حدوث أزمة إنسانية. ويقول محللون إن حكومة الخرطوم تحاول ضرب المتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق قبل أن يتحولوا إلى خطر سياسي وعسكري جدي الأمر الذي قد يجر جنوب السودان إلى حرب بالوكالة. وقالت الوكالة إن 17 شخصا قتلوا وأصيب 14 آخرون بجراح في القتال بجنوب كردفان لكنها لم تذكر تفاصيل أخرى. وتتهم الحكومة السودانية الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تهيمن على الجنوب بأنها وراء أعمال العنف في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان .وأنحى فرع الحركة في الشمال باللائمة على الخرطوم. وقال علي عبد اللطيف وهو مسؤول في فرع الحركة بالشمال لرويترز إن مسؤولي أمن الخرطوم أبلغوا الحركة أن الحكومة حظرت أنشطتها في السودان. وأضاف أنهم طلبوا منهم عدم المشاركة في أي عمل سياسي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان. وقال إن قوات الأمن سيطرت أيضا على المكاتب الرئيسية لفرع الحركة بالشمال في الخرطوم. ولم يصدر أي تعليق رسمي فوري من الخرطوم. وفي خضم هذه التطورات أعربت الأممالمتحدة الأحد (الرابع من سبتمبر/أيلول)، حسب "فرانس برس"، عن قلقها البالغ إزاء تجدد القتال في منطقة حدودية سودانية حيث تحدثت تقارير عن نزوح 16 ألف شخص من مدينة واحدة فقط. وقال جورج شاربنتييه منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة للسودان إنه "يشعر بقلق عميق إزاء المواجهات الأخيرة في ولاية النيل الأزرق" بين الجيش السوداني والقوات المتمردة السابقة الموالية للحزب الرئيسي المعارض من الحركة الشعبية-شمال، حسبما أورد بيان أصدره مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية. وقال البيان إن زهاء 16 ألف شخص أو ما يقدر بكامل تعداد سكان بلدة كرمك الحدودية فروا إلى إثيوبيا المجاورة منذ بدء القتال. وقد اندلعت اشتباكات في الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق في وقت مبكر الجمعة وسرعان ما انتشرت لتشمل أجزاء أخرى من الولاية بعد حشد للقوات من جانب الجيش السوداني والحركة الشعبية-شمال. وجاءت الاشتباكات بعد تحذيرات من امتداد النزاع المستمر منذ ثلاثة أشهر في ولاية جنوب كردفان المجاورة، ليتجاوز الحدود الدولية إلى دولة جنوب السودان المستقلة مؤخرا عن الخرطوم. وتعد ولايتا النيل الأزرق وجنوب كردفان من المناطق الحدودية المقسمة عرقيا بين شمال السودان وجنوب السودان. وقالت الحركة الشعبية-شمال إن الجيش السوداني قصف كرمك الجمعة ما أسفر عن مقتل امرأتين وطفل وتدمير الخزان الرئيسي للمياه ليحرم المدنيين من مياه الشرب. وحث شاربنتييه الجانبين الأحد على "إنهاء القتال فورا والسعي لتسوية النزاعات عبر الوسائل السلمية للحيلولة دون سقوط مزيد من القتلى وتمكين النازحين من العودة إلى ديارهم". وذكرت وكالة "فرانس برس" أن السلطات السودانية سبعة من قيادات الحركة الشعبية-شمال السودان في ولايات غرب دارفور والجزيرة وسنار والولاية الشمالية، بعد أن كانت قد أقفلت مكاتب هذه الحركة في كافة الأراضي السودانية. وقال محمد المعتصم حاكم القيادي في الحركة الشعبية شمال السودان "لفرانس برس" "مساء أمس اتصلت سلطات الأمن بسبعة من قيادات الحركة الشعبية شمال السودان وطلبت منهم الحضور إلى مكاتب جهاز الأمن في المدن الموجودين فيها عند التاسعة من صباح اليوم الاحد، وهم لا يزالون يخضعون للتحقيق داخل مكاتب جهاز الأمن".