أتمنى من السيد عمرو موسى قبل أن يترك منصبه كأمين للجامعة العربية أن يسعى لمنح جمهورية تركمانستان عضوية الجامعة، فكل شيء في هذه الجمهورية النفطية الصغيرة يوحي بأنها دولة عربية، ففي الأسبوع الماضي احتفل رئيس الجمهورية قربان محمدوف بعيد ميلاده الرابع والخمسين بطريقة مبتكرة حيث غنى للشعب أغنية (إليكم يا أزهاري البيضاء) التي كتب كلماتها بنفسه وصاغ ألحانها كذلك وعرضت عبر شاشات عملاقة على الشعب الذي صفق طويلا للرئيس المعجزة وذكر التلفزيون الرسمي أن غيتار الرئيس والأكارديون تم إهدائهما إلى المتحف الوطني باعتبارها (أملاكا للأمة وثروة عظيمة) !. القصة ليست هنا.. بل في كون الرئيس محمدوف جاء بالانتخاب (على الطريقة العربية !) خلفا للدكتاتور الراحل صابر نيازوف الذي يمكن اعتباره (قذافي مطور) بل أن القذافي يبدو بالنسبة إليه رجلا في غاية الحكمة والتواضع، فقد ألف نيازوف كتابا اسمه (روح نامه) نشره في كل مكان وخصص يوما في الأسبوع للشعب كي يقرأوا كتابه الذي اعتبره (مقدسا) وقد بلغ به جنون العظمة قوله في مناسبة جماهيرية: (من قرأ كتابي ثلاث مرات يصبح حكيما وفقيها بقوانين الطبيعة وبالتالي يدخل الجنة !!). ولم يتوقف إعجاب نيازوف بنفسه عند هذا الحد بل أنه دفع الملايين (من أموال الشعب المقهور) كي يقوم صاروخ روسي بوضع كتابه هذا في مدار الكرة الأرضية (هذه الخطوة بالذات فاتت على القذافي وإلا كان نشر كتابه الأخضر في المريخ) !، وبخلاف كتاب (روح نامه) فقد ألف نيازوف كتابا آخر فرض على الموظفين حفظه عن ظهر قلب كي يحتفظوا بوظائفهم !، ومنح نفسه لقبا جديدا هو (زعيم التركمان) وهنا يكون القذافي قد تفوق عليه بلقب: (ملك ملوك أفريقيا) !. ومن بين عجائب دكتاتور تركمانستان السابق أنه غير أسماء شهور السنة لتحمل أسماء عائلته (القذافي المسكين أسماها: الفاتح والصيف والربيع ولم يسمها سيف الإسلام والساعدي !)، كما أن نيازوف كان قد أمر بصنع تمثال له من الذهب الخالص يدور مع دوران الشمس، ومنع الرجال من تربية الشوارب واللحى، كما أنه أطلق على نوع من البطيخ الأصفر الكبير اسم (تركمان باشي) !. أما الرئيس الجديد محمدوف الذي جاء بالانتخاب بعد وفاة الديكتاتور نيازوف فقد أخذ عهدا على نفسه بإزالة مظاهر تعظيم الذات التي تركها سلفه بعد أن كان يتبعه كظله ولا يجرؤ على التفوه بكلمة واحدة أثناء حياته، وقد بدأ محمدوف عهده الإصلاحي بمنح نفسه وساما مرصعا بالألماس بمناسبة عيد ميلاده الخمسين وأصدرت الحكومة عملات معدنية تزينها صورته !. بقي أن نقول بأن تصنيف مجلة (فورين بوليسي) لأسوأ الطغاة في العالم وضع الرئيس الحالي محمدوف في المرتبة الخامسة بينما حصل القذافي (يا حبة عيني) على المرتبة الحادية عشرة.. فهل بقي لديكم شك بأن تركمانستان عربية حتى النخاع !. نقلاً عن صحسفة عكاظ