جوبا (ا ف ب) - اظهرت صور ملتقطة عبر الاقمار الاصطناعية ان "جرائم حرب" ارتكبت في منطقة ابيي المتنازع عليها على الحدود بين شمال وجنوب السودان والتي تحتلها منذ السبت القوات الشمالية ويرفض الرئيس السوداني عمر البشير الانسحاب منها. وقال جون برادشو مدير مجموعة تدعم مشروع سنتينل لمراقبة القرى السودانية عبر الاقمار الاصطناعية ان "هذه الصور تقدم ادلة موثقة على جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في ابيي". والصور التي حصل عليها "مشروع سنتينل للاقمار الاصطناعية" وقام بتحليلها تظهر "هجمات بواسطة آليات مدرعة وتدمير قرى". وقالت المجموعة في بيان "هناك تجمع دبابات ومروحيات" و"انتشار لقوات على طول الشوارع الرئيسية في ابيي ما يشير الى ان اجتياح ابيي كان متعمدا ومخططا له بشكل جيد". وقد استولت دبابات قوات الشمال السبت على ابيي في انتهاك لاتفاقات السلام التي انهت عام 2005 الحرب الاهلية بين الشمال المسلم العربي والجنوب المسيحي. واستهدف اطلاق نار بعد ظهر الثلاثاء اربع مروحيات تابعة لبعثة الاممالمتحدة في السودان اثناء مغادرتها قاعدتها في مدينة ابيي كما افاد بيان للامم المتحدة تم تلقيه الاربعاء. وقال المصدر نفسه ان "المروحيات التي كانت تقل طواقمها فقط لم تصب وتمكنت من الهبوط بامان". واوضحت الاممالمتحدة ان "اطلاق النار حوالى 14 مرة جرى من عدة مواقع قريبة على ما يبدو من مجمع بعثة الاممالمتحدة". وفيما تطالب المجموعة الدولية الخرطوم بسحب قواتها من ابيي، اكد الرئيس السوداني الثلاثاء ان الجيش السوداني لن ينسحب من مدينة ابيي معتبرا انها "ارض شمالية". واضاف "اعطيت القوات المسلحة الضوء الاخضر في حال حدوث اي استفزازات للرد عليها دون الرجوع الي (...) ونحن مستعدون للعودة للحرب". وقال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين الثلاثاء ايضا ان "ابيي ستبقى مدينة شمالية حتى يقرر السكان مصيرها بانفسهم". وطالبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الثلاثاء بانسحاب قوات الخرطوم من مدينة ابيي. وقالت "من الضروري ان تتوقف الاعمال الحربية فورا وان تنسحب القوات الشمالية من ابيي لتفادي تعرض اتفاق السلام الشامل (الذي وقع العام 2005) لاخفاق خطير". من جهتها قالت السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس "نطالب بالانسحاب الكامل وغير المشروط والفوري لقوات شمال السودان". ومشروع سنتينل يموله بشكل خاص الممثل الاميركي جورج كلوني بهدف مراقبة اي اعمال عنف بعد الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان الذي نظم في كانون الثاني/يناير. اعلنت مسؤولة في الاممالمتحدة الاربعاء لوكالة فرانس برس ان ما بين 30 الى 40 الف شخص فروا من اعمال العنف في منطقة ابيي المتنازع عليها عند الحدود بين شمال السودان وجنوبه والتي احتلها الجيش الشمالي السبت. وقالت ليز غراندي منسقة المساعدات الانسانية في جنوب السودان "تقديراتنا الاولية تفيد بان ما بين 30 الى 40 الف شخص نزحوا" من ابيي. وتابعت ان "هذا العدد يشمل حوالى 10 الاف شخص فروا من المعارك و25 الفا من منطقة اغوك عند الحدود مع الشمال في جنوب ابيي حيث ينزح السكان خوفا من تجدد اعمال العنف". وقالت غراندي "بدانا توزيع الاغذية واشياء اخرى مثل مستلزمات الخيام في بعض المناطق". واعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في جنيف الثلاثاء ان اكثر من 15 اف شخص فروا من المعارك في ابيي. وقتل اكثر من 1400 شخص في جنوب السودان ونزح ما لا يقل عن 117 الفا عن ديارهم بسبب اعمال العنف منذ مطلع السنة حسب تقديرات الاممالمتحدة. وكان يفترض ان تصوت منطقة ابيي على تقرير مصيرها في كانون الثاني/يناير، بالتزامن مع الاستفتاء على استقلال الجنوب، الا انه لم يجر التصويت على مصير تلك المنطقة بسبب خلافات حول من يحق لهم التصويت. وابيي هي في صلب نزاع من اجل الوصول الى المياه ولكنها ايضا في صلب خصومات قبلية تاريخية، وتشهد تصعيدا لاعمال العنف منذ استفتاء كانون الثاني/يناير حول جنوب السودان.