القاهرة، الخرطوم - ا ف ب، رويترز - اكد مسؤولون سودانيون امس ان طائرات عسكرية اجنبية دمرت في منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي في شمال السودان بالقرب من الحدود المصرية قافلة شاحنات تحمل اسلحة مهربة يعتقد انها كانت في طريقها الى قطاع غزة عبر الصحراء المصرية. وقال وزير الدولة للنقل مبروك مبارك سليم، وهو متمرد سابق من شرق السودان، ان «قافلة سيارات تحمل اسلحة مهربة تعرضت للقصف منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي قرب الحدود السودانية - المصرية»، مضيفا ان العديد من الاشخاص قتلوا. واضاف سليم، وهو من قبيلة الرشايدة احدى القبائل الكبيرة في شرق السودان، ان «هناك تجاراً من جنسيات مختلفة يقومون بعمليات تهريب غير مشروعة للاسلحة». وتابع ان هؤلاء التجار «يستخدمون الفقراء من شرق السودان في عمليات التهريب فهم الذين يقودون السيارات ويدلونهم على الطرق في الصحراء». واكد ان «السودان اصبح معبرا لهذه التجارة ولكنه ليس مشاركا فيها». ولم يوضح الوزير السوداني هوية الطائرات التي قامت بقصف الشاحنات. ولكنه قال في تصريحات سابقة انه كان يفترض تهريب الاسلحة الى غزة. وذكرت تقارير صحافية في القاهرة ان الطائرات المغيرة كانت اميركية واسرائيلية. واكد مسؤولان سودانيان كبيران آخران المعلومات، وقالا ان الغارة التي وقعت في منطقة نائية من السودان اسفرت عن مقتل معظم افراد القافلة. وذكرت محطة «سي بي اس» التلفزيونية الاميركية ان الطيران الاسرائيلي شن في كانون الثاني (يناير) الماضي هجوما على قافلة من 17 شاحنة محملة باسلحة كان يفترض تهريبها الى حركة حماس في قطاع غزة. واوضحت المحطة ان الغارة اسفرت عن سقوط 39 قتيلا. لكن ناطقا باسم الجيش الاسرائيلي رفض نفي او تأكيد المعلومات، وقال «ليس من عادتنا التعليق على هذا النوع من الانباء». وكانت الاذاعتان الاسرائيليتان العامة والعسكرية وصحف اسرائيلية عدة خصصت امس عناوينها لهذا الموضوع من دون الاشارة الى اي تأكيد رسمي. وقال القائد السابق للطيران الاسرائيلي ايتان بن الياهو في تصريح لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان هذه المعلومات «تثبت انه ينبغي التريث قليلا قبل استخلاص حصيلة» الهجوم واسع النطاق الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة. واضاف الجنرال المتقاعد ان «احد العناصر الاساسية لهذه العملية كان تعزيز التعاون، وخصوصا مع الولاياتالمتحدة، لمنع تهريب الاسلحة الى حماس». وكان اتفاق ابرم في 16 كانون الثاني (يناير) الماضي، اي قبل يومين من انتهاء حرب غزة، بين وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس ونظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني لمكافحة تهريب الاسلحة الى قطاع غزة. ولمح رئيس الوزراء المنتهية ولايته ايهود اولمرت خلال الاسابيع الاخيرة الى «عمليات كبيرة» قام بها الجيش الاسرائيلي خلال فترة رئاسته للوزراء ولكنه رفض الكشف عن اي تفاصيل. وفي 16 كانون الثاني (يناير) الماضي تعرضت خمس سفن صيد لغارات شنتها طائرات مجهولة على بعد 100 كليومتر تقريبا جنوب ميناء بورسودان على البحر الاحمر، ما ادى الى مقتل 25 شخصا على الاقل.