أكد خبير في العمل الخيري والمسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة على أهمية نشر الوعي بأهمية الاستدامة المالية كطريقة حياة طويلة الأمد للجمعيات الخيرية وترسيخ ثقافة الاستدامة كبوصلة تشير الى التنمية المستدامة. حيث أوضح الأستاذ زياد عبدالهادي أبوالفحم الخبير في العمل الخيري والمسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة بأن الاستدامة هي اتباع استراتجيات تطويرية تراعي متطلبات ورغبات أجيال الحاضر والمستقبل معاً، مبيناً بأن الهدف المنشود من وراء هذه الجهود هو توفير توازن في المصالح التي تخدم الكل في الحقول الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. جاء ذلك خلال مشاركته بورقة علمية بعنوان الورقة "طرق الوصول للاستدامة المالية" خلال "الملتقى الرابع للاستدامة المالية للجمعيات الخيرية بمنطقة مكةالمكرمة.. مفاهيم وتطبيقات" والذي نظمته مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة. وأوضح أبوالفحم بأن الاستدامة هي الديمومة والاستمرارية في الاستخدام الامثل للموارد المتاحة في المنظمة لحياه طويلة المدى وتعتمد على عنصرين رئيسين وهما التعليم والقيم، مؤكداً بأن الوقت حان لأتباع استراتيجيات الاستدامة من خلال طريقة تفكير جديدة وابتكار طرق ملائمة وبناء خطة وفكر طويل المدى. واستعرض أبوالفحم خلال حديثه طرق الوصول إلى الاستدامة المالية ومنها الطرق التي يمكن اتباعها داخل كل مؤسسة أو جمعية خيرية كالإدارة ذات الكفاءة والفاعلية في انجاز العمل وكفاءة فريق العمل ومهنيته والمسؤولية والمساءلة في تحقيق النتائج واستغلال أفضل الوقت وليس فضلة الوقت واستثمار الاموال في مشاريع مدرة للدخل إلى جانب تشجيع سياسة الاشتراكات والرسوم للأعضاء وخفض التكاليف المالية في الجمعيات وإعادة تدوير المال بين المستفيدين كإنشاء صناديق إقراض دوارة للنساء والرجال فضلاً عن تشجيع ثقافة الانتاج بين المستفيدين وتشجيع سياسة الادخار لدى الفقراء وتمكينهم من أدوات الانتاج وطرح مبادرات راس المال الاجتماعي عبر مزيج من المعايير الاجتماعية والمالية. كما استعرض أبوالفحم عدداً من الطرق الخارجية يمكن اتباعها مثل بناء شراكات فاعلة مع الشركات ورجال الاعمال وبناء أنظمة مالية شمولية للجمعيات وبناء قدرات المجتمع المحلى بدراسة احتياجاتهم وتمكينهم بمشاريع منتجة والدخول بمشاركات مع المستفيدين تجارياً إلى جانب تحسين نوعية الحياة للمستهدفين والتقليل من نسب الاعتماد على الجمعية وإدارة محافظ تنموية بأسماء رجال الأعمال وتشغيل ابناء وبنات المستفيدين كموظفين بالجمعيات. يٌذكر بأن صندوق الاستدامة المالية يُعد إحدى مبادرات مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية ويسعى لأن يكون رائداً لتحقيق الاستدامة المالية لتنمية وتطوير القطاع الخيري والاجتماعي، وينطلق من قيم الابتكار والإبداع وجدية الالتزام والتعلم المستمر والمهنية والاحترافية، ويعمل على تقديم القروض الحسنة والحلول المالية المستدامة للجهات والجمعيات الخيرية ولجان التنمية بمختلف مناطق المملكة العربية السعودية لتطويرها وتحسين أدائها إلى جانب الإسهام في تنمية المجتمع، ويعمل الصندوق لتحقيق أهداف استراتيجية وهي دعم وتطوير الجهات والجمعيات الخيرية ولجان التنمية بتقديم القروض الحسنة والحلول المالية للتنمية المستدامة وتحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتي للجهات الخيرية وتعزيز ثقافة التنمية المستدامة لدى منسوبي القطاع الخيري والاجتماعي فضلاً عن إيجاد مرجعية متخصصة في الاستدامة لصالح العمل الخيري والاجتماعي.