نظم منتدى الشباب الإبداعي بنادي الرياض الأدبي مساء الأحد الموافق 4-6-1434ه محاضرة بعنوان ( تطوير الموهبة , الموهبة الأدبية نموذجاً ) , قدّمها الدكتور بدر الراشد – عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود – وأدارها الأستاذ عبدالرحمن العوفي , والذي ابتدأ الأمسية بنبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للدكتور الراشد , ومُبيّنا أهمية إقامة هذه المحاضرة التي تهتم بصقل الموهبة وتستهدف شريحة الشباب الأعضاء في منتدى الشباب . آثر الدكتور الراشد في مستهل محاضرته البدء بقصة قال فيها ( عندما كنت في زيارة أكاديمية إلى أندونيسيا قابلت أحدهم من السعوديين هناك وقد تبادلنا أطراف الحديث وأكثر ما شدني في محادثته هو أسلوبه الفكاهي في ذكر بعض المواقف التي تعرّض لها في أولى زياراته لأندونيسيا , وحينها أشدت بطلاقة لسانه ووصفه المبهر وسألته حول معرفته واطلاعه على أدب السخرية , فما كان منه إلا أن تعجّب لسؤالي بل وحتى لإشادتي , فنصحته بالقراءة في هذا الادب وغيره لما يمتلكه من موهبة حقيقة تستحق الصقل والتطوير , بعد مرور سنتين تمكّن هذا الرجل بعد بحثه وقراءته في الأدب أن يكون كاتباً ساخراً تميز في مجاله ) . أشار الدكتور الراشد في هذه القصة إلى ما اعتبره مدخلاً في فهم وتعريف الموهبة عموماً والموهبة الأدبية على وجه الخصوص , تطرّق أيضاً إلى التعريف اللغوي لكلمة الموهبة , المُشتقة من ( وهَب) بمعنى أعطى ومنح , وهي بذلك منحة من الله عزّ وجل ولا يمكن اكتسابها بالممارسة , مستدركاً في الوقت نفسه أهمية أن تجد الموهبة ضالتها من القراءة المُكثفة التي تتخذ تجليّا مع النصوص ومعايشةً لواقعها , إلا أنه اشترط حفظ آلاف الأبيات الشعرية للراغب في نظم الشعر كما سبقه الكثير في هذا الرأي حسب قوله . ( هي اقتدار ذاتي يستطيع صاحبه صنع الإبداع ) بهذا عرّف الدكتور الراشد الموهبة كما يراها , مُعددّاً أهم مقوماتها , حيث أتى بالقراءة في المقام الأول وأن تتركز في الفن الذي يميل إليه الموهوب ولا تنحصر فيه , لمَا للقراءات المتعددة في شتى الميادين من أثر في إثراء المخزون الثقافي للأديب , وقد مثّل بهذا في رواية ( العصفورية ) للشاعر غازي القصيبي – رحمه الله – التي يرى قيمتها الإبداعية فيما تمثلت به من ثقافة عالية واتكأت عليه , وفي السياق نفسه شدّد الدكتور على أهمية مراجع النص الذي يكتبه الأديب وعرضه على المختصين لتعديل ما يمكن أن يجعل منه نصاً أجمل , ولا يرى في ذلك شيئاً من التكلّف , مُستشهداً بالشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى صاحب المعلقة الشهيرة , الذي عُرفَ بقصائده الحولية . تنظيم الوقت جاء ضمن مقومات الموهبة في رأي الراشد , حيث يتوجّب على الكاتب تخصيص أوقات للقراءة , وهو التزام يقطعه الموهوب على نفسه , بخلاف الكتابة التي يمكن أن يفرضها الإلهام في أي وقت وعلى الأديب سرعة التجاوب معها وعدم تفويت ما تأتي به من أفكار على الأقل . تداخل الحضور فيما تبقى من زمن المحاضرة بعدة مداخلات كان من أبرزها , ما تقدم به الأستاذ عبدالرحمن الجاسر – مشرف منتدى الشباب الإبداعي – من شكر للدكتور الراشد والحضور الكريم , وترحيبه والمنتدى بالشباب مؤكّداً أنّ منتدى الشباب الإبداعي يفتح أبوابه للموهوبين والمهتمين بالأدب , ويعمل على جسر الهوة بين الناشئة وأهل النقد في مختلف مجالات الأدب , وعن سؤال الأستاذ محمد شاكر عن فائدة بعض معجمات المعاني , أجاب الراشد بأنها في غاية الأهمية للناشئ ومن المهم أنّ تكون مرجعاً للمفردات التي تصعب عليهم . تجدر الإشارة إلى أن نادي الرياض الأدبي بالتعاون مع كرسي عبدالعزيز المانع لازال يستقبل مشاركات الشعراء في مسابقة (قصيدة إلى طيبة) على البريد الالكتروني [email protected] أو الفاكس 4787246 وسيغلق باب المشاركات في تاريخ 15/6/1434 ه .