تنظم جامعة أم القرى ممثلة بكلية اللغة العربية يوم غدٍ فعاليات المؤتمر الدولي الأول لعلوم العربية في التعليم الجامعي بين التحصيل العلمي والتكوين المهاري ,الذي يستمر لثلاثة أيام بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية. وأوضح معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس في مؤتمراً صحفي عقد بمكتبه اليوم أن المؤتمر جاء ليقدم للغة العربية ما ينهض بدرسها ويعيد لهذا الدرس مكانته ويجدد معالمه ويحيي أثره وليكون ملتقى يجمع المعنيين بشأنها لتبادل الرأي وطرح التجارب والأفكار والمقترحات وللخروج بتوصيات تضيف شيئاً له قيمة يسهم في تحقيق درس لغوي أفضل . وأكد أن انطلاقة المؤتمر من جامعة أم القرى ينطلق من مكانتها في مكةالمكرمة مهبط الوحي الذي انبثق منها نور أضاء العالمين وكانت العربية لسانها ومالها من مكانة بالعربية علوماً وآداباً واستشعاراً بالواجب والمسئولية , لافتاً النظر إلى أن اللغة العربية أم لكل ناطق وعالم متحدث بها , مشيراً إلى أنها الذات والهوية وثقافة كل أمة كامنة في لغتها وبيانها ومعجمها ونحوها وصرفها ونصوصها وآدابها وهي أبرز السمات الثقافية . وأفاد أن اللغة العربية امتزجت بالعلوم والفلسفة والفن والسياسة والاقتصاد كما لا يمكن فصلها عن التربية بعلومها المختلفة وتعد الركيزة الثانية لهويتنا بعد الإسلام , مشيرا إلى أن درس العربية لا يفتقر إلى المكون المعرفي بقدر ما يفتقر إليه من صياغة الأهداف المشتركة والخاصة ومراعاة طالبيها والمستفيدين من درسها والتنويع بحسبهما ولا بقدر معرفة ما يفتقر إليه من قدر على توظيف تقنيات العصر ووسائله وتنوع وسائطه وتطوير برمجيات تعليم العربية وإمدادها بكل جديد مفيد لتكون قادرة على الوصول لطالبيها بطرق متنوعة وأساليب تناسب العصر وتليق بما للعربية من مكانة وسمو. وأبان عميد كلية اللغة العربية الدكتور صالح بن سعيد الزهراني من جانبه, أن المؤتمر يهدف لتوثيق صلة العربية بالعلوم الأخرى , وتكوين تلاحم بين أهداف التربية ومقاصدها , وإشراك غير المختصين بالعربية تدرس العربية من للاستفادة من الخبرات المتنوعة وتبادل الخبرة بين أساتذة العربية ورجال التربية لتطوير درس العربية , و توظيف العلوم التربوية في خدمته وتوسيع آفاق معلمي اللغة العربية ومدرسيها والاطلاع على الجديد من الأفكار والرؤى والأعمال والتجارب من أجل التفكير بأكثر الأساليب ملائمة وفاعلية , إلى جانب تدارس توجيه درس العربية نحو الإفادة من إنجازات العصر وتقنيات الحاسوب ووسائل التعليم الحديثة وتأكيد أهمية التعلم في درس العربية وتوظيف ما يتاح من وسائل في تحقيقه من برمجيات وفصول افتراضية والتعلم عن بعد , بالإضافة إلى التعرف على أوجه القصور في درس العربية في وضعه الحالي والإسهام في اقتراح الحلول المناسبة. وألمح إلى أن المؤتمر سيناقش أربعة محاور خصص المحور الأول لموضوع مهارات علوم العربية من حيث الاستماع والحوار والمخاطبة والقراءة والكتابة والإلقاء والإنشاد واستيعاب المقروء , فيما سيتناول المحور الثاني موضوع إعداد برامج حسب المستفيدين من " الطلاب , والمعلمين, والإعلاميين , والمترجمين , وآخرين " لإعداد معلمي اللغة العربية والكفايات اللغوية ومعايير الجودة في مخرجات أقسام اللغة العربية . في حين سيتناول المحور الثالث موضوع المناهج وتقنيات تعليم العربية من حيث محتوى المقررات ومضمونها والتجديد في المناهج والمقررات وتوظيف التقنيات الحديثة وتنويع الدرس اللغوي بين التواصل والتداول وتنويع الدرس حسب المستويات والأغراض وتعليم العربية لغير المختصين , وسيشمل المحور الرابع موضوع التجارب من حيث تقويم وثائق إعداد مناهج ومقررات اللغة العربية وعرض البرامج وتقويمها وعرض التجارب الخاصة وبرمجيات تعليم اللغة العربية. وكشف أنه وصل إلى اللجنة العلمية قرابة 180 بحثاً من أنحاء العالم وقد خلصت الموافقة من قبل اللجنة العلمية على "64" بحثاً من مصر والمغرب والجزائر وتونس والسودان والأردن واليمن وبروناي وفلسطين وفرنسا , مبيناً أن المؤتمر سيتضمن 15 حلقة علمية , وسيواكب عقد ندوه عن تحديات اللغة العربية يشارك فيها 64 باحثاً منهم ثلاثة من اللغويين العرب وهم الدكتور سليمان العايد من جامعة أم القرى , والدكتور عبدالرحمن الحاج صالح من الجزائر , ومحمد بخيت التلاوي من مصر . وأشاد بدعم وتوجيه معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري , ومعالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس , ومتابعتهما المباشرة لجميع الخطوات التنفيذية لعقد المؤتمر , وتقديم جميع التسهيلات لتحقيق النجاح له.