واجهت محادثات السلام الرامية لإنهاء العنف في جنوب السودان الذي أودى بحياة ما لا يقل عن ألف شخص عقبة جديدة أمس الأربعاء بعدما رفضت حكومة جوبا مطالب المتمردين بالإفراج الفوري عن المحتجزين. وتحارب القوات الحكومية الموالية لرئيس الجمهورية سلفا كير المتمردين الموالين لريك مشار النائب السابق لرئيس الجمهورية منذ ثلاثة اسابيع مما يهدد بانزلاق البلاد الى حرب أهلية. واجتمع الطرفان يوم الثلاثاء في أول محادثات مباشرة بينهما في أديس أبابا لكن الجلسة انفضت سريعا كي يتوجه الوسطاء الأفارقة إلى جوبا للضغط على الحكومة للإفراج عن 11 محتجزا اعتقلوا العام الماضي للاشتباه في ضلوعهم في مؤامرة انقلاب مزعومة. لكن كير رفض الطلب قائلا إنه لن يتم الإفراج عن المحتجزين إلا بعد الانتهاء أولا من الإجراءات القانونية اللازمة. وقال مابيور قرنق المتحدث باسم الوفد الموالي لمشار في المحادثات في العاصمة الإثيوبية "مستعدون للاستماع إلى ما سيطرحه وسطاء إيجاد وسنتشاور كجماعة" في إشارة إلى الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) وهو تجمع إقليمي لدول شرق أفريقيا يقوم بالوساطة. وكان من المقرر أن يصل الوسطاء إلى أديس أبابا مساء يوم الأربعاء. وكان المتمردون يطالبون في البداية بالإفراج عن المحتجزين قبل المفاوضات لكنهم وافقوا فيما بعد على التفاوض على وقف إطلاق النار وعلى وضع المحتجزين. وردا على سؤال عما إذا كان وفد مشار سينسحب من المحادثات إذا لم يتم الإفراج عن المحتجزين قال قرنق "هذا القرار يجب أن نتخذه معا بشكل جماعي." وهذا القتال هو الأسوأ في جنوب السودان منذ استقلاله عن السودان في عام 2011 بموجب اتفاق للسلام أنهى أطول حرب أهلية في أفريقيا. وأدى القتال إلى تشريد 200 ألف شخص. وقال مايكل مكوي القائم بأعمال رئيس وفد حكومة جنوب السودان في المحادثات إن إيجاد قدمت اقتراحات لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب. وكان من المقرر أن يناقش الطرفان مواقفهما يوم الأربعاء. وأثار بطء محادثات السلام قلق القوى الخارجية التي تخشى انزلاق جنوب السودان الى حرب أهلية. ودعت الصين يوم الاثنين إلى وقف فوري للقتال في جنوب السودان. والصين أكبر مستثمر في صناعة النفط هناك من خلال شركتي النفط المملوكتين للدولة. وتشعر بكين بالقلق من الاضطرابات التي أجبرت حكومة جنوب السودان على خفض إنتاج النفط بحوالي الخمس. وليس لجنوب السودان أي منافذ بحرية ويتم ضخ إنتاجه من النفط من خلال أنابيب عبر أراضي السودان مما يوفر للخرطوم مصدرا مهما للعملة الصعبة. وتقدر شركة النفط العملاقة بي.بي ان جنوب السودان يملك ثالث اكبر احتياطي للنفط في افريقيا جنوب الصحراء. وانخفض الإنتاج النفطي لجنوب السودان بواقع 45 الف برميل يوميا الى 200 الف بعد اغلاق حقول النفط في ولاية الوحدة شمال البلاد بسبب القتال. وتقول الحكومة ان ولاية اعالي النيل لا تزال تضخ نحو 200 الف برميل يوميا. ويأتي أحدث تعطل للإنتاج في جنوب السودان بعد ستة أشهر فقط من استئنافه إثر توقف لمدة عام بسبب نزاع مع السودان. وقال مصدر إن صادرات مزيج دار الثقيل ستنخفض إلى 4.6 مليون برميل أو نحو 148 ألف برميل يوميا في يناير كانون الثاني وفق برنامج معدل لتحميل الشحنات بانخفاض نحو 21 في المئة من 187 ألف برميل يوميا في الخطة الأصلية. وأضاف أنه جرى تأجيل شحنتين من سبع شحنات كان من المقرر تحميلها الشهر الجاري إلى فبراير شباط.