سنيين من جمالها وروعتها مرت وما ندري عن الأيام زمان ... يارب .. تعيدها علينا ونرجع كما كُنا وحجنا كما كان ... فرحة وجمعة وزحمة في كل مكان ... ففي مثل هذه الأيام ... تعجُ مكة بضيوف بيت الله الحرام متوافدين عليها من كل حدبٍ وصوب من الخارج والداخل مُلبين نداء الخالق لبيك اللهم لبيكلبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك لبيك .. يقول الله عز وجل في سورة الحج : ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّيَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾صدق الله العظيم .. ففي مثل هذه الأيام مكة خلية نحل مزدحمة ليل نهار بضيوف الرحمن والزائرين والعاملين على خدمتهم من مدنيين وعسكريينمن مؤسسات طوافة ومؤسسات خدمية الكُل يعمل ويسعى لإنجاح هذا التجمع الإسلامي البحت تحت مظلة ركن من أركانالإسلام وهو الركن الخامس "حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً " ... الكُل دائماً يعمل بصدقٍ وأمانةٍ وإخلاص باذلين الغالي النفيس ومليارات الريالات لخدمة ضيوف رب العزة والجلال من أعلىسلطة في بلاد الحرمين الشريفين خادم البيتين الملك/سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير / محمد بن سلمان حفظهماالله ورعاهما وسدد دوماً على دروب الخير خُطاهما إلى أصغر مسؤول ... فداهمتنا كرونا من غير ميعاد إما من ذنوب اقترفناها أو رسالة تنبيه من ربنا كي نعود لرشدنا والترفع عن الفساد الذي ألمَ بِنافي شوارعنا ومولاتنا والمقاهي التي أصبح أكثرها بؤر للفساد وانحلال في الأخلاق وداهمتنا فجئةً دون سابق إنذار ولا ميعادولم نحسب لها حساب في كل شارعٍ وحارةٍ ومكان صحراء كانت أم بستان ... أو من تخطيط خبيث يريد بنا الدمار والهلاك والله أعلم بالنوايا والخفايا وما يلج في الصدور .. فها نحنُ نرى شوارع مكة هذه الأيام والقلب يعتصره الحزن والأسى وهي خاوية من ضجيج الحجاج لازحمة ولا كثافة فيالشوارع والأسواق ولا نسمع حج ياحاج عند الإحتكاك بين الحجاج وخشب ياحاج لسرعة المرور بين الزحام لإيصال الطلبات ولاحجاج ياحجاج الله يقبل حجكم من منى وعرفات الله يقبل حجكم للبيع والشراء فالحمد لله على هذا الحال وفي جميع الأحوال ... فارفعوا أيديكم أحبتي للسماء وادعوا الله أن يُزيل هذه الغمة عنا ولايُزيل نعمة الصحة والعافية والأمن الأمان الاستقرار عناويبعد عنا المشاكل والضغوط النفسية والحزن والكدر جراء هذه الغمة .. فقد فقدنا أحبة لنا دون سابق إنذار فجأة وشحت وجوهأهلنا مرضاً وخوفاً وفزعاً مما أصابنا وحل بنا ...! فهل نتعض ونعود كما كنا فرحين مستبشرين بحجنا ويعود كما كان سعادة وفرحة ...؟! فيعود الحجاج بالملايين والفنادق غير مهجورة ومليئة بالنزلاء من حجاج وزائرين .. وشوارعنا مزدحمةً بالبشر وبحركة السيروضجيج المركبات وهذا ليس على الله ببعيد والعودة إن شاء الله كما كُنا وكان حجنا قريبٌ قَريب .