قال تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) مفهوم الأمن في القرآن الكريم هو : طمأنينة النفس وزوال الخوف . قال صلى الله عليه وسلم ( من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) الأمن في المجتمع بجميع مجالاته : الدينية والسياسية والفكرية ، والحياتية والأسرية والاقتصادية ، وغيرها مما يتعلق بالأمن ، هو الحياة ومنطلق التقدم والتطور والازدهار . فيعتبر الأمن في المجتمع أكبر نعمةٍ مّن الله بها علينا بعد الإسلام ، وهو الحياة ، فلا يوجد استقرار للفرد في المجتمع إذا كان المجتمع لا يتوفر به الأمن والأمان . فبوجود الأمن يحصل الاستقرار والاطمئنان والسكينة والمحبة في المجتمع وبين أفراده ، والأمن هو قرين الحياة ، لا يستطيع أن يعيش الإنسان ويتعايش داخل مجتمعٍ لا يوجد فيه أمن وأمان ، وشعور الإنسان بالأمن يوفر له الاطمئنان على نفسه ورزقه ومعيشته داخل المجتمع ، كما أن الأمن يحقق الهدف الأساسي لِخَلْقِ الإنسان ، فبه يستطيع أن يطلق مهاراته ويوظَّف إمكاناته ، ويحقق وظيفته في أعمار الأرض ، والأمن هو الغاية التي طالما بحثت عنها الحضارات والأمم السابقة ، وجميع الأديان السماوية قد حثت على وجود الأمن ، لأنه هو الضامن الوحيد لتطور واستمرار المجتمع ، وجميع الدول تسعى دائمًا إلى أن تضمن وتؤمِّن أمنها السياسي والفكري ، والاجتماعي والإقتصادي ، مع حفاظها على أمنها الخارجي. يعتبر الأمن الركيزة الأساسية التي يُعتمد عليها في نجاح أي عملية تنموية ، ويساعد في أن يرتقي بجميع المجالات ، ولا يتحقق الازدهار لأي دولة إلا في وجود الأمن الداخلي والخارجي. وإن من أعظم النعم التي من الله سبحانه بها علينا في بلادنا العظيمة المملكة العربية السعودية بعد نعمة الإسلام : نعمة الأمن والأمان في هذا الوطن الغالي . نعمة الأمن يغفل عنها وعن شكرها كثير من الناس، لذلك كثيرٌ من الدول تفتقد هذه النعمة ، فوجب علينا أن نحمد الله على نعمة الأمن والأمان . كذلك نعمة الإقتصاد والتنمية المميزة والعالية جداً في المملكة العربية السعودية مشاهدة لدى الجميع ، بل أفضل بكثير من بعض الدول الكبرى إلا أنه وللأسف وُجِدت جماعاتٌ متطرفة دينياً وفكرياً ومنحرفة أخلاقياً وسلوكياً ، قد سبَّبت شرخاً كبيرا في كثيرٍ من المجتمعات ، وسببت لهم القلاقل ، ونتج من أفعالهم : التفجير والتدمير والقتل وزرع الكراهية ، فتسببوا في تأخر كثيرٍ من المجتمعات في النمو والازدهار ، وارتفاع نسبة الفقر ، فكان لا بد من اقتلاع هذه الجماعات من جذورها في أي مجتمع يريد حصول الأمن والأمان في وطنه ، فتنطلق الحياة من جديد مزدهرة. فعلى الجميع أن نحمد الله عزوجل على نعمة الأمن والأمان ورغد العيش والمحافظة على منجزات ومكتسبات وطننا الغالي ونبذ أفكار المتطرفين في العقيدة والفكر والأخلاق الذين لاخير فيهم .